هموم صغيرة
"هناء.. كفى!" صرخت الأم بابنتها ذات الأعوام العشرة لمّا ضاقت بها ذرعاً، فهم الآن في زيارة لبعض الأقارب، و"هناء" ترفض بإباء أن تذهب للعب مع البنيّات، لأنها "تستحي" من قصر ثوبها الذي أرغمتها والدتها على لبسه، وقد تحجّرت الدموع في عينيها البريئتين!
إنه نقاء الفطرة الصافية، لَمَا (هناء) تهنأ بالستر والحشمة، وتقشعر من العري والتبرج، وترى في العفاف سموّاً وطمأنينة، وفي غيره قلقاً وإهراقاً لماء الحياء -أو ماء الحياة! - العزيز..
أمّا في هذا الزمن، فلا نبالغ إذا وصفنا تربية الصبايا على الستر والاحتشام بأنها "حرب"، فالعُري يتكالب على الصغيرات من كل جهة، بَدْءاً من فتاة الإعلام "المتغنجة الشقيّة المرحة"، إذ لا تكتمل الشخصية الجذّابة إلا بلباس مغرٍ خليع، ثم تجد الفتاة قبولاً واسعاً لهذا النموذج الإعلامي الساقط من حولها، حتى تطمئن لنظرة المجتمع المتسامحة -إلى حد كبير- بالنسبة لتبرّج الفتيات في سن التربية، أي من (7-14) عاماً، بحجة "الصغر"، و "عدم التعقيد".. و "هذا الموجود"!
تقول احدى الأخوات (وهي معلمة): "أنا أم لفتاة في الثانية عشرة من عمرها، وبصراحة أجد في اختيار ملابسها مشقة بالغة، فالمعروض في السوق هو غير الساتر، وكثير من قريباتها وزميلاتها يلبسن ذلك، ولذا فإنها تريد هذا النوع من الملابس كي لا تكون "قرويّة" في نظرهن، وربما لذلك أرحمها وأرضخ لرغبتها في الشراء، رغم أنها كما تشاهدين قد ناهزتني في الطول، وبدأت مظاهر الأنوثة على جسدها..".
ولماذا؟ ولماذا نجد مشقة في تربية صغيراتنا على العفاف، وبناء قناعات بقيمة الاحتشام؟
نجيب على ذلك :
"أسباب انتشار الملابس غير الساترة بين الصغيرات عديدة، ولا بد لعلاجها من تضافر الجهود من الأم والأب والتاجر والمجتمع، ومن أبرز الأسباب لانتشارها:
1- التهاون من الأولياء في إلباسها هذه الملابس بحجّة أنها ما زالت صغيرة.
2- كثرة عرض الملابس الخليعة في الأسواق، حتى إن من يريد أن يلبس بناته لباساً ساتراً لا يكاد يجد، أو يجده باهتاً لا يصلح للشراء.
3- التقليد للصديقات والقريبات.
4- فساد القدوة، فربما كانت الأم لا تحرص على اللباس الساتر، فلا يكون ثمة للبنت موجه وناصح.
ثم نعقّب: ليس الأمر صعباً، إنما هو بالتعود والتربية، ومما يدل على ذلك تعويد البنت في المدرسة على اللباس الطويل ذي الأكمام الطويلة وهو ما يُعرف بالمريول حتى أصبح مألوفاً جداً ومتميزاً، وكذا إلزام الفتاة بلبس العباءة منذ الصف الرابع، وهذا مما يثلج الصدر كلّما وقفنا أمام مدرسة ابنتي الصغيرة في الصباح، فأرى جموع الفتيات الصغيرات تتدفق بهذا الستر، فأحمد الله على ذلك، وأتمنى أن أجده في كل مكان، وأؤكد أخيراً على أهمية الحزم مع البنت منذ الصغر، لأن من شب على شيء شاب عليه".
وسبب انتشار هذا اللباس إلى موجة التيار التغريبي، "مع شديد الأسف نلاحظ مؤخراً تردّي نوعية الملبوسات المنتشرة في أسواقنا كمسلمين، حيث إن أغلب الموجود مخالف تماماً لأبسط مقومات الحشمة والعفاف، ولا يليق أغلبه بأن يكون ملبوساً مميّزاً لابنة الإسلام، وعندما يكون الراغب في الشراء مشغولاً وليس في وسعه بذل مزيد من الوقت في البحث، لا يختار مع الأسف إلا السيئ الذي أقل ما نقول عنه بأنه عدة تبرج وليس لباساً للحشمة".
تجربة مضيئة
احدى الأخوات أم فاضلة لطفلتين (12 و 8 سنوات)، زاهيتين دائماً بملابس أنيقة وساترة، ويلفتان نظر من حولهما بجمال ملابسهما، وقبل ذلك بطولها واحتشامها.
تقول: "الحقيقة أني أجد الساتر بسهولة في الأسواق، فهناك -وعدّدت لي أكثر من عشرة من متاجر الماركات- تبيع الملابس الطويلة للفتيات، بألوان مرحة وأنيقة، ومن حمل الهمّ حقاً عرف كيف يبحث ويصر على مبدئه، حتى إنني حين لا أجد مقاسهما أطلب من البائع أن يهاتف الفروع الأخرى للمتجر ليحجزه وأذهب لشرائه.
للأسف أخواتي وبناتهن لا يحرصن على الاحتشام، وحتى لا أجد صعوبة مع صغيراتي في مجتمع أهلي، أحرص على التعزيز الدائم لتميّزهن، وأطلب من أخواتي أن يمتدحن أناقة بناتي ليشعرن بالثقة. كما أقوم بين فترة وأخرى باصطحاب صغيراتي إلى دور التحفيظ والمؤسسات الدعوية ليشاهدن جموع الفتيات بملابس ساترة جميلة، فيشعرن بالطمأنينة والسعادة، ويرتبطن بأخوة في الله وتعاون على الطاعة".
وماذا؟ وماذا أستفيد من تربية الصغيرة على الاحتشام منذ طفولتها، ألا يكفي أنها إذا شبّت ستترك هذه الملابس بالتأكيد؟
من المعروف تربوياً وطبيعياً أن من اعتادت شيئاً في صغرها، ألفته وأحبته في كبرها، وربما لا تتركه إلا مرغمة كارهة، ولو رأته على غيرها لما أنكرته. ثم إن اللباس هو مبدأ وتربية، ومعناه الظاهر ضوء لمعتقد راسخ في الباطن يؤمن بالنبل والفضيلة، وتربية ابنتك على الاعتزاز باللباس الساتر منذ صغرها، يجعلها سامية الهمة والاهتمام، متميزة عن أقرانها اللاتي يجرفهن التقليد والتأثر بكل شيء.
ومتى؟ ومتى أربي صغيرتي على الستر؟
هيّئي نفسية صغيرتك، بأنها عند سن التاسعة ستكون امرأة كبيرة عاقلة، تلبس لباس المؤمنات الطاهرات، بناء على قول عائشة رضي الله عنها: "إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة"، وستشعر حينذاك بالثقة في نفسها، وسمو التفكير، ورقي القناعات، أما التكرار عليها بأنها ما زالت صغيرة وصغيرة، يجعلها تتصرف حقاً كأنها صغيرة ولو بلغت العشرين! والقضية ليست قضية "صغر" بقدر ما هي اقتناع واعتزاز، كما عليك ألا تتهاوني في التسامح بالقصير والخليع للأفراح أو المتنزهات، ولا تنسي أن القضية مبدأ وقناعة وسمو !
وكيف؟ وكيف إذاً أكوّن قناعات سامية في نفسي وفي نفس صغيرتي، اعتزازاً بالاحتشام وحرصاً عليه وتمسكاً به؟!
1- رسّخي في نفس طفلتك المفاهيم الإسلامية الداعية إلى الحشمة والستر، فالتي تلبس اللباس الساتر يحبها الله تعالى وهي مطيعة له، وهو لباس الصحابيات والمؤمنات التقيات، وعقيدة الولاء والبراء أساس الاعتزاز بلباس المسلمات، وبغض تقليد العاصيات والمتبرّجات.
2- الإقناع بالمنطق مفيد في تذكير الصغيرة وتعليمها، قارني معها بين قطعة حلوى مكشوفة وأخرى مغطاة، أيهما تختار؟ وطبقي ذلك على الجسد الساتر والعاري.
3- للقصّة شأن عجيب في تربية الصغيرات، فاحكِ لها قصصاً فيها تعزيز لهذه التربية.
4- حدّثي من تتوقعين تعاونها من معلمات صغيرتك، حول تعليم الصغيرات شأن اللباس الساتر وجماله وتميّز الطاعة به؛ فالصغيرة أحياناً تقبل من المعلمة ما لا تقبله من أمها.
5- أشعري ابنتك بالثقة في أناقتها، بأن تكون الملابس الساترة بألوان زاهية وجميلة، مع تلبية رغبتها الفطرية في التحلّي والتجمل بزينة وربطات للشعر ونحوها.
6- لا تكتفي بالحديث لصغيرتك عن أهمية الستر في المرة الأولى فحسب، فالمغريات كثيرة ومستمرة، بل داومي على التعزيز لها وامتداحها، والتنويع بين أساليب إقناعها، فمرة عن جمال الستر، ثم عن العزة في طاعة الله، ثم عن سمو الشخصية..، وهكذا..
7- ماذا لو كتبت رسالة إلى المتجر الذي تحبين التعامل معه، حول توفير اللباس الساتر للصغيرات؟ جرّبي ذلك فالأمر يسير، أخبريه عن رغبتك في شراء ملابس ساترة لصغيرتك من متجره لجودة ما يعرضه، وذكّريه بتقوى الله، وألا يكون نافذاً للأعداء يُؤتى منه، وانصحيه بأن يكون مفتاحاً للخير ببيع اللباس الساتر والأنيق للصبايا.
8- وعلى نطاق العائلة، نهدي هذه التجربة: أقامت إحدى المربيات الفاضلات وعلى مدار عام كامل، مسابقة لعائلتها التي انتشر اللباس غير الساتر فيها، وقالت بأن هناك جائزة أسبوعية لكل لباس محتشم، وفي ختام العام، عملت حفلة جميلة، فيها تذكير ونصيحة وفتاوى، وتلوين لملابس محتشمة، ففرحت الصغيرات وتغيّر حالهن، وأصبحن يقبلن عن رغبة على اللباس المحتشم الساتر.
9- وهذه فكرة للمدارس -أُقيمت فعلاً- في مدرسة ابتدائية : شارك ما يزيد على مائة طالبة في مسابقة لأجمل عمل فني، يحوي رسالة موجهة إلى صديقة بشأن اللباس الساتر، وقد كانت أعمال الفتيات مبتكرة ومدهشة، وعُرِض بعضها على قناة المجد، كما عبّر عدد من الأهالي عن شكرهم لفخر صغيراتهن بالاحتشام وتمسكهن به.
"هناء.. كفى!" صرخت الأم بابنتها ذات الأعوام العشرة لمّا ضاقت بها ذرعاً، فهم الآن في زيارة لبعض الأقارب، و"هناء" ترفض بإباء أن تذهب للعب مع البنيّات، لأنها "تستحي" من قصر ثوبها الذي أرغمتها والدتها على لبسه، وقد تحجّرت الدموع في عينيها البريئتين!
إنه نقاء الفطرة الصافية، لَمَا (هناء) تهنأ بالستر والحشمة، وتقشعر من العري والتبرج، وترى في العفاف سموّاً وطمأنينة، وفي غيره قلقاً وإهراقاً لماء الحياء -أو ماء الحياة! - العزيز..
أمّا في هذا الزمن، فلا نبالغ إذا وصفنا تربية الصبايا على الستر والاحتشام بأنها "حرب"، فالعُري يتكالب على الصغيرات من كل جهة، بَدْءاً من فتاة الإعلام "المتغنجة الشقيّة المرحة"، إذ لا تكتمل الشخصية الجذّابة إلا بلباس مغرٍ خليع، ثم تجد الفتاة قبولاً واسعاً لهذا النموذج الإعلامي الساقط من حولها، حتى تطمئن لنظرة المجتمع المتسامحة -إلى حد كبير- بالنسبة لتبرّج الفتيات في سن التربية، أي من (7-14) عاماً، بحجة "الصغر"، و "عدم التعقيد".. و "هذا الموجود"!
تقول احدى الأخوات (وهي معلمة): "أنا أم لفتاة في الثانية عشرة من عمرها، وبصراحة أجد في اختيار ملابسها مشقة بالغة، فالمعروض في السوق هو غير الساتر، وكثير من قريباتها وزميلاتها يلبسن ذلك، ولذا فإنها تريد هذا النوع من الملابس كي لا تكون "قرويّة" في نظرهن، وربما لذلك أرحمها وأرضخ لرغبتها في الشراء، رغم أنها كما تشاهدين قد ناهزتني في الطول، وبدأت مظاهر الأنوثة على جسدها..".
ولماذا؟ ولماذا نجد مشقة في تربية صغيراتنا على العفاف، وبناء قناعات بقيمة الاحتشام؟
نجيب على ذلك :
"أسباب انتشار الملابس غير الساترة بين الصغيرات عديدة، ولا بد لعلاجها من تضافر الجهود من الأم والأب والتاجر والمجتمع، ومن أبرز الأسباب لانتشارها:
1- التهاون من الأولياء في إلباسها هذه الملابس بحجّة أنها ما زالت صغيرة.
2- كثرة عرض الملابس الخليعة في الأسواق، حتى إن من يريد أن يلبس بناته لباساً ساتراً لا يكاد يجد، أو يجده باهتاً لا يصلح للشراء.
3- التقليد للصديقات والقريبات.
4- فساد القدوة، فربما كانت الأم لا تحرص على اللباس الساتر، فلا يكون ثمة للبنت موجه وناصح.
ثم نعقّب: ليس الأمر صعباً، إنما هو بالتعود والتربية، ومما يدل على ذلك تعويد البنت في المدرسة على اللباس الطويل ذي الأكمام الطويلة وهو ما يُعرف بالمريول حتى أصبح مألوفاً جداً ومتميزاً، وكذا إلزام الفتاة بلبس العباءة منذ الصف الرابع، وهذا مما يثلج الصدر كلّما وقفنا أمام مدرسة ابنتي الصغيرة في الصباح، فأرى جموع الفتيات الصغيرات تتدفق بهذا الستر، فأحمد الله على ذلك، وأتمنى أن أجده في كل مكان، وأؤكد أخيراً على أهمية الحزم مع البنت منذ الصغر، لأن من شب على شيء شاب عليه".
وسبب انتشار هذا اللباس إلى موجة التيار التغريبي، "مع شديد الأسف نلاحظ مؤخراً تردّي نوعية الملبوسات المنتشرة في أسواقنا كمسلمين، حيث إن أغلب الموجود مخالف تماماً لأبسط مقومات الحشمة والعفاف، ولا يليق أغلبه بأن يكون ملبوساً مميّزاً لابنة الإسلام، وعندما يكون الراغب في الشراء مشغولاً وليس في وسعه بذل مزيد من الوقت في البحث، لا يختار مع الأسف إلا السيئ الذي أقل ما نقول عنه بأنه عدة تبرج وليس لباساً للحشمة".
تجربة مضيئة
احدى الأخوات أم فاضلة لطفلتين (12 و 8 سنوات)، زاهيتين دائماً بملابس أنيقة وساترة، ويلفتان نظر من حولهما بجمال ملابسهما، وقبل ذلك بطولها واحتشامها.
تقول: "الحقيقة أني أجد الساتر بسهولة في الأسواق، فهناك -وعدّدت لي أكثر من عشرة من متاجر الماركات- تبيع الملابس الطويلة للفتيات، بألوان مرحة وأنيقة، ومن حمل الهمّ حقاً عرف كيف يبحث ويصر على مبدئه، حتى إنني حين لا أجد مقاسهما أطلب من البائع أن يهاتف الفروع الأخرى للمتجر ليحجزه وأذهب لشرائه.
للأسف أخواتي وبناتهن لا يحرصن على الاحتشام، وحتى لا أجد صعوبة مع صغيراتي في مجتمع أهلي، أحرص على التعزيز الدائم لتميّزهن، وأطلب من أخواتي أن يمتدحن أناقة بناتي ليشعرن بالثقة. كما أقوم بين فترة وأخرى باصطحاب صغيراتي إلى دور التحفيظ والمؤسسات الدعوية ليشاهدن جموع الفتيات بملابس ساترة جميلة، فيشعرن بالطمأنينة والسعادة، ويرتبطن بأخوة في الله وتعاون على الطاعة".
وماذا؟ وماذا أستفيد من تربية الصغيرة على الاحتشام منذ طفولتها، ألا يكفي أنها إذا شبّت ستترك هذه الملابس بالتأكيد؟
من المعروف تربوياً وطبيعياً أن من اعتادت شيئاً في صغرها، ألفته وأحبته في كبرها، وربما لا تتركه إلا مرغمة كارهة، ولو رأته على غيرها لما أنكرته. ثم إن اللباس هو مبدأ وتربية، ومعناه الظاهر ضوء لمعتقد راسخ في الباطن يؤمن بالنبل والفضيلة، وتربية ابنتك على الاعتزاز باللباس الساتر منذ صغرها، يجعلها سامية الهمة والاهتمام، متميزة عن أقرانها اللاتي يجرفهن التقليد والتأثر بكل شيء.
ومتى؟ ومتى أربي صغيرتي على الستر؟
هيّئي نفسية صغيرتك، بأنها عند سن التاسعة ستكون امرأة كبيرة عاقلة، تلبس لباس المؤمنات الطاهرات، بناء على قول عائشة رضي الله عنها: "إذا بلغت الجارية تسع سنين فهي امرأة"، وستشعر حينذاك بالثقة في نفسها، وسمو التفكير، ورقي القناعات، أما التكرار عليها بأنها ما زالت صغيرة وصغيرة، يجعلها تتصرف حقاً كأنها صغيرة ولو بلغت العشرين! والقضية ليست قضية "صغر" بقدر ما هي اقتناع واعتزاز، كما عليك ألا تتهاوني في التسامح بالقصير والخليع للأفراح أو المتنزهات، ولا تنسي أن القضية مبدأ وقناعة وسمو !
وكيف؟ وكيف إذاً أكوّن قناعات سامية في نفسي وفي نفس صغيرتي، اعتزازاً بالاحتشام وحرصاً عليه وتمسكاً به؟!
1- رسّخي في نفس طفلتك المفاهيم الإسلامية الداعية إلى الحشمة والستر، فالتي تلبس اللباس الساتر يحبها الله تعالى وهي مطيعة له، وهو لباس الصحابيات والمؤمنات التقيات، وعقيدة الولاء والبراء أساس الاعتزاز بلباس المسلمات، وبغض تقليد العاصيات والمتبرّجات.
2- الإقناع بالمنطق مفيد في تذكير الصغيرة وتعليمها، قارني معها بين قطعة حلوى مكشوفة وأخرى مغطاة، أيهما تختار؟ وطبقي ذلك على الجسد الساتر والعاري.
3- للقصّة شأن عجيب في تربية الصغيرات، فاحكِ لها قصصاً فيها تعزيز لهذه التربية.
4- حدّثي من تتوقعين تعاونها من معلمات صغيرتك، حول تعليم الصغيرات شأن اللباس الساتر وجماله وتميّز الطاعة به؛ فالصغيرة أحياناً تقبل من المعلمة ما لا تقبله من أمها.
5- أشعري ابنتك بالثقة في أناقتها، بأن تكون الملابس الساترة بألوان زاهية وجميلة، مع تلبية رغبتها الفطرية في التحلّي والتجمل بزينة وربطات للشعر ونحوها.
6- لا تكتفي بالحديث لصغيرتك عن أهمية الستر في المرة الأولى فحسب، فالمغريات كثيرة ومستمرة، بل داومي على التعزيز لها وامتداحها، والتنويع بين أساليب إقناعها، فمرة عن جمال الستر، ثم عن العزة في طاعة الله، ثم عن سمو الشخصية..، وهكذا..
7- ماذا لو كتبت رسالة إلى المتجر الذي تحبين التعامل معه، حول توفير اللباس الساتر للصغيرات؟ جرّبي ذلك فالأمر يسير، أخبريه عن رغبتك في شراء ملابس ساترة لصغيرتك من متجره لجودة ما يعرضه، وذكّريه بتقوى الله، وألا يكون نافذاً للأعداء يُؤتى منه، وانصحيه بأن يكون مفتاحاً للخير ببيع اللباس الساتر والأنيق للصبايا.
8- وعلى نطاق العائلة، نهدي هذه التجربة: أقامت إحدى المربيات الفاضلات وعلى مدار عام كامل، مسابقة لعائلتها التي انتشر اللباس غير الساتر فيها، وقالت بأن هناك جائزة أسبوعية لكل لباس محتشم، وفي ختام العام، عملت حفلة جميلة، فيها تذكير ونصيحة وفتاوى، وتلوين لملابس محتشمة، ففرحت الصغيرات وتغيّر حالهن، وأصبحن يقبلن عن رغبة على اللباس المحتشم الساتر.
9- وهذه فكرة للمدارس -أُقيمت فعلاً- في مدرسة ابتدائية : شارك ما يزيد على مائة طالبة في مسابقة لأجمل عمل فني، يحوي رسالة موجهة إلى صديقة بشأن اللباس الساتر، وقد كانت أعمال الفتيات مبتكرة ومدهشة، وعُرِض بعضها على قناة المجد، كما عبّر عدد من الأهالي عن شكرهم لفخر صغيراتهن بالاحتشام وتمسكهن به.