هدف مبكر بإمكانه تمهيد طريق مصر نحو كأس العالم 2010، لكن اقتناصه لن يأتي بالروح والعزيمة فقط، بل يحتاج الفراعنة للتعرف على قدرات وثغرات الجزائر.
تملك مصر ما يكفيها من مواهب للعبور إلى مونديال جنوب إفريقيا، لكن أصعب ما في مواجهة الجزائر لا يتعلق بقدرات الفراعنة، لأن المنافس يدخل المباراة متفوقا بهدفين.
فمشكلة حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر الرئيسية لا تتعلق بالفوز سواء بهدفين أو ثلاثة، بل أن عليه الهجوم بضراوة، وحفظ شباك نظيفة في الآن ذاته.
ويمكن التوقع دون خطأ أن منتخب الجزائر لن يدافع فقط في القاهرة، لأن تفكيره بالتأكيد يتضمن تقديم لمحات هجومية قد تمنحه هدفا يقتل اللقاء دون أدرينالين اللحظات الأخيرة.
وليحقق المعلم معادلة الضغط دون أخطاء من الخط الخلفي، عليه حبس تفكير منافسه رابح سعدان في الدفاع، ليحرمه من تطوير هجوم الجزائر.
فيجب أن تشكل كل هجمة مصرية في الدقائق الأولى فرصة تٌشعر الجزائر أن دفاعها يحوي مشكلة، فينحصر تفكير سعدان في سدها، ويصبح خط الفراعنة الخلفي آمنا.
وتكون الهجمات خطرة حين تٌوجه لمنطقة ضعف الخصم، فلو وضعت مهاجم سريع على مدافع بطيء، تضمن أن يمر منه في كل مرة، أو على الأقل يحصل على خطأ.
وللجزائر نقاط ضعف في الدفاع تظهر كأنها ثغرة، وظهرت منذ استعمال سعدان مؤخرا طريقة 3-5-2، لكن لمعرفتها يجدر إيضاح بعض تفاصيل المنتخب العربي الشقيق.
مفاتيح لعب الجزائر
يعتبر سعدان طرفي الملعب أهم مفاتيح الجزائر هجوما، ويركز مجهود فريقه في خدمة الظهير الأيمن كريم مطمور، ونظيره الأيسر نذير بلحاج.
يمينا، يشبه مطمور إلى حد كبير محمد بركات، ولذا طوعه سعدان من وسط الملعب إلى مركز الظهير ليصبح سلاحا بعيدا عن رقابة المنافسين، وليصنع الفارق من الطرف.
وفي الناحية الأخرى، يميل صانع الألعاب كريم زياني لليسار، متحولا لمحطة تساعد الظهير الأعسر نذير بلحاج على التقدم للهجوم، مثلما يفعل أبو تريكة مع سيد معوض.
وقبل الخوض في ثغرات الجزائر، للضيوف فريقا قويا بعكس ما يعتقده البعض، وإن كان السبب أن نتائج مصر تركت سعدان في معمله حتى وصل للخلطة السحرية الحالية.
ثغرة الجزائر
مطمور (الظهير الأيمن) – بوقرة (قلب الدفاع) – حليش (الليبرو)
كون مطمور مهاجما في الأساس، وحتى لا يستغل المنافسون ما يتركه حين يتقدم، يتحرك قلب الدفاع مجيد بوقرة خلفه، متحولا لظهير أيمن، فيغلق المساحات المكشوفة.
وتشبه تلك الطريقة ما كان يفعله الأهلي مع مانويل جوزيه، حينما كان جيلبرتو يتقدم كثيرا في اليسار، ويغطي شادي محمد المساحة التي يتركها الظهير الأنجولي.
لكن، وكما كان يعيب الأهلي افتقار الليبرو عماد النحاس للسرعة مع السنين الأخيرة له، فإن نسخته الجزائرية رفيق حليش يفتح أمام مصر ثغرة قد تكون المعبر للمونديال.
فحليش لا يملك السرعة اللازمة لتغطية المساحة التي يتركها بوقرة حين يتقدم خارج منطقة الجزاء أثناء هجمات مطمور.
كيف نستغل ثغرة (حليش)؟
بداية، مطمور متميز هجوميا كما ظهر في اللقطات السابقة، ولذا على الارتكاز المصري (أيا كان اسمه) أن ينتبه له، ويضغط عليه مبكرا لاستخلاص الكرة مبكرا.
وحين يفقد مطمور الكرة، يتوجب على عمرو زكي مهاجم مصر التمركز في الثغرة، بين حليش وبوقرة، مع تواجد محمد زيدان على حدود منطقة الجزاء الخضراء.
فوقتما يتسلم زكي الكرة في تلك المساحة الخالية، سيكون أمام الجزائر خيارين، إما توجه الليبرو حليش للضغط على البلدوزر، وقتها يصبح عمق الجزائر خاليا أمام زيدان.
أو يعود قلب الدفاع بوقرة من تقدمه لرقابة زكي، فتنكشف مساحات واسعة في يمين الجزائر وراء مطمور.
ولو أراد سعدان إغلاق الثغرة، سيضطر لاختيار مطمور بديلا، وإعادة بوقرة لمنصب الظهير الأيمن، وهو ما يكلف الجزائر ورقة لعب هجومية هامة، تزيح العناء عن دفاع مصر.
وكما وضحت ثغرة دفاع الجزائر، نستعرض مصادر قوة الفريق الأخضر لقتل أي هجمة تهدد حلم المواطن المصري بتشجيع بلاده خلال كأس العالم.
قوة الجزائر
زياني (صانع لعب) – غزال (مهاجم) – بلحاج ( ظهير)
في حين يعتمد سعدان على فرديات مطمور وحدها يمينا، تتمتع الجبهة اليسرى في الجزائر بتكامل هجومي بفضل الثلاثي كريم زياني وعبد القادر غزال مع نذير بلحاج.
للتعريف بهم، زياني صانع ألعاب أقل إبداعا من محمد أبو تريكة، لكن أخف حركة من نجم الأهلي ومنتخب مصر، وتميل تحركات لاعب فولفسبورج الألماني لليسار غالبا.
وغزال سريع، ويميل أيضا لليسار هربا من الرقابة، بينما بلحاج يشبه معوض، يستمد قوته من فريقه، فينجح هجوما حين تسنده محطة، ودفاعا لو وجد تأمين كاف لانطلاقاته.
يبدأ تحرك الجزائر بانتظار المهاجم غزال في اليسار، حتى يميل صانع اللعب زياني لذات الجبهة، وقتها يرتد الأول لمنطقة الجزاء، ويتقدم بلحاج للهجوم.
وقتها يصبح أمام زياني خيارين، إما التمرير على الطرف لبلحاج أو لغزال وهو يتحرك دون رقابة بين الظهير الأيمن وقلب الدفاع.
بالعودة لكيفية خنق فرص الجزائر، على الخط الخلفي لمصر ألا ينشغل بأدوار هجومية كتقدم قلب الدفاع وراء الظهير أو منح هاني سعيد ليبرو الفراعنة حرية لا معنى لها.
بل على قلب دفاع مصر (بديل وائل جمعة أيا كان اسمه) الانشغال برقابة غزال، في حين يظل الظهير الأيمن مهتما ببلحاج، وهو ما نجح فيه أحمد فتحي خلال لقاء الذهاب.
ولثنائي ارتكاز مصر دورا هاما، أحدهما يراقب زياني مع تحركه يسارا، والثاني يقف بين (قلب الدفاع والظهير الأيمن).
أخيرا، هناك ملحوظة بسيطة عن أداء وسط ملعب أبناء سعدان، خاصة ما يتعلق بمهام الارتكاز، سواء يزيد منصوري وخالد لموشية.
فثنائي الجزائر يضع ضغطا على خصمه، لكنه لا يجيد استرجاع الكرات، بل يترك الفريق المنافس يلعب كيفما يحلو له حتى يفقد الفرصة بنفسه بتمريرة خاطئة أو ما شابه.
وهذا ظهر في الشوط الأول من مباراة الجزائر ومصر السابقة، ولذا شعرنا بتفوق الفراعنة لكنه كذلك قد يكون عاملا سلبيا لمصر بطريقة مستترة.
فمع عدم استرجاع الارتكاز للكرة، ينجرف الخصم للهجوم، ويتقدم بخطوطه، وحين تنتهي الهجمة يجد دفاعه مكشوفا أمام الجزائر التي تتقن المرتدات تماما.
اللقاء لن يشهد فرصا منظمة، فلا يجب على جمهور مصر انتظار عرضا خارقا من الفراعنة، لأن الجزائر لن تلعب كرة قدم كالتي نعرفها، بل ستتعمد قتل المتعة.
كما أن التأخر في التسجيل خير من تسرع يؤدي لاستقبال هدف قاتل، فربما كان الدفاع الجيد هو مفتاح مصر لكأس العالم، ليس الهجوم وحده.
أمنياتى لمصر بالنصر
تحياتى