العرب .. والردة للجاهلية الأولى
إن طبيعة العربي في باديته،من حبه للقوة ، وتفضيله الموت تحت صليل السيوف ، جعلت حياته حرباً ضروساً لا تهدأ، وكانت القبيلة تؤمن إيماناً كلياً بإخضاع القبائل الأخرى لمشيئتها سعياً وراء المجد الرفيع مما دفع القبائل العربية إلى التناحر والتصادم
فالعربى فى الجاهلية يتمنى ألا يقبر ويبشر الضبع بجسده حتى يخلد في سجل قتلى الجاهلية.
ولـو تـسـاءلـنـا مــا أســـباب هــذه الحروب؟ وما الدوافع الكامنة وراء قيامها؟ لوجدنا أن الاخـتـلاف على الماء والمرعى بسبب جفاف الصحراء وقلة الموارد من أهم هذه الأســـباب، كما حصل في يوم سفوان عندما التقى بنو مازن وبنو شيبان على ماء يقال له سفوان فزعمت كل قبيلة أنه لها.
وقد تشتعل الحرب رغبة في السلب والغارة؛ لأن هؤلاء الغزاة جعلوا أرزاقهم في رماحهم، ويصور لنا القطامي (وهو شاعر مخضرم) الفرسان وغاراتهم ، وديدنهم في السلب والغارة :
وكنّ إذا أغرن على جناب ... وأعوزهن نهب حيث كانا
وأحياناً على بكر أخينـا ... إذا ما لم نجـد إلا أخانـا
وكان الاســـتــيـلاء على الغنائم أو الأسرى من الدوافع الأساسية للحروب الجاهلية، ومن وصية أكثم بن صيفي عندما بلغ قومه أن مذحجاً وأحلافهم عازمون على غزوهم:
(البسوا جـلـود النمر ، والثبات أفضل من القوة ، أهنأ الظفر كثرة الأسرى ، وخير الغنيمة المال).
فالحروب كانت ضرورة أساسية للحصول على العيش ولذلك افتخر الفرسان بجمع الأسرى والغنائم من الإبل وغيرها.
يقول سلامة بن جندل: إن بقاؤه بعيداً عن الغزو، سيؤخره عن جمع الإبل التي لا يسقيها الساقي إلا بعد شق النفس والجهد الجهيد لكثرتها.
وكانت تثور الحرب بين العرب بسبب المنافرة بين خـصـمـين ســعـيـاً وراء الشهرة والسيادة ، فإذا حكم القاضي لأحدهما زاد العداء اشتعالاً ، وإذا كان الحكم خبيراً بما سيجره حكمه من تصدع سوي بين المتنافرين كما فعل هرم بن قطبة حينما سوّى بين عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة العامريين.
وقد تشتعل الحرب نصرة لقريب وإن كان ظالماً أو مظلوماً، على الحقيقة وليس على المجاز من نصح أخيه وفي ذلك نصرته ، وربما عير الشاعر قبيلته من جراء تخليها عن نصرته ، قال قريط بن أنيف ، وكان بعض بني شيبان أغار على إبله ، فاستنجد بقومه فلم ينجدوه لجأ عندها إلى بني مازن من قبيلة تميم فأنجدوه.
وربما نشأت الحرب بسبب الدفاع عن العرض ، أو الأخذ بالثأر ، أو بسبب المنافسة على رئاسة وزعامة ، وقد تجر المنافسة الطائشة إلى ويلات وحروب وتكون الأسباب تافهة كما حصل في حرب البسوس الشهيرة بين بكر وتغلب حيث قتل كليب على يد جـســـاس ولا ننسى حرب داحس والغبراء ، التي استمرت أربعين سنة ، بسبب سباق بين فرسين ومن الحروب الشهيرة حروب الفجار ، وكلها نشأت لأسباب واهـيـة .
ولعل أهم ما يميز حياة العرب في الجاهلية، أنها كانت حياة حربية تقوم على سفك الدمـاء .. حتى لكأن إراقة الدم أصبحت سنة من سنتهم ، فهم دائماً قاتلون مـقـتـولون لا يفرغون من دم إلا إلى دم.
وكانت القبيلة تؤمن إيماناً كلياً بإخضاع القبائل الأخرى لمشيئتها سعياً وراء المجد الرفيع مما يدفع القبائل إلى التناحر والتصادم.
وكان الشعراء يمدحون الشجاع ويفتخرون بالقوة والشجاعة والفروسية , فالقوة وصليل السيوف ، والغارات المريعة ، هي قوام حياة العربي في باديته ومجال فخرة وعزه ، حتى أصبحت حكمتهم المنشودة تدعو إلى الظلم حتى لا يُظلم ، ولا يجرؤ العدو على انتقاص حقك .
الحروب الواقعة بين العرب في الجاهلية أكثر من أن تحصى ومنها عدة وقائع مشهورة هى :-
- يوم البسوس - وهو من أعظم حروب العرب كان بين بكر بن وائل وتغلب بن وائل وكان للبسوس خالة جساس ناقة فرآها كليب بن ربيعة قد كسرت بيض حمام في حماه كان قد اجاره فرمى ضرعها بسهم فوثب جساس على كليب فقتله فهاجت الحروب بسبب ذلك ودامت بين الفريقين اربعين سنة .
- بوم داحس - وكان لعبد القيس على فزارة .
- يوم النسار - وكان بين ضبة وبني تميم .
- أيام الفجار - بكسر الفاء والجيم - بين بكر بن وائل وبين تميم وكان أربعة أيام بين بني كنانة وهوازن بين قريش وكنانة بين كنانة وبين نصر بن معاوية ولم يكن في كبير قتال وهو الاكبر كان بين قريش وهوازن وكان بينه وبين مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ست وعشرون سنة وشهده رسول الله وهو ابن اربع عشرة سنة .
- يوم ذي قار - كان بين بني عبس وذبيان ابني بغيض .
- يوم رحرحاتن - كان بين بني دجارم وعامر بن صعصعة والثاني بين تميم وبني عامر .
- يوم الفلج - كانت فيه وقعتان :-
الاولى لبني عامر على بني حنيفة والاخرى لبني حنيفة على بني عامر واهل اليمامة .
- يوم اللهابة - كان بين بني كعب وعبد شمس .
- يوم طخفة - كان لبني يربوع على قابوس بن المنذر بن ماء السماء .
- يوم تومرت - كان بين غنم وبني قشير .
- يوم ارام - كان لتغلب على بني يربوع وقيل أرب .
- يوم اراطة - بين بني حنيفة وبني جعدة .
- يوم عاقل - كان بين بني جشم وحنظلة .
- يوم درني - كان لبني طهية على تيم اللات .
- يوم العضالى - كان لبني بكر بن وائل وتميم وهو آخر أيامهم وقيل يوم الفضال .
- يوم الغبيط - كان لبني يربوع دون مجاشع .
- يوم الكفافة - كان بين فزارة وبني عمرو وبني تميم .
- يوم القرين - بين خثعم وكنانة .
- يوم بسيان - كان لبني فزارة على تميم .
- يوم قرار - كان لمجاشع على بكر بن وائل .
- يوم الحسي - كان لبكر على تغلب .
- يوم السربات - كان بين عبس وبني حنظلة .
- يوم الستار - كان بين الغوث وجديلة وقيل: يوف الفساد .
- يوم فيف الريح - كان بين خثعم وبني عامر .
- يوم البيداء - من أقدم أيام العرب كان بين حمير وكلب .
- يوم غول - كان لضبة على كلاب .
- يوم السلان - كان لربيعة على مذحج .
- يوم درحرح - كان بين سعد وغسان .
- يوم الستار - كان بين بكر وتغلب حلق فيه أحد الفريقين رؤوسهم لتكون علامة لهم .
- يوم الصليب - كان بين بكر بن وائل وبين عمرو بن تميم .
- يوم ظهر - كان بين بني عمرو بن تميم وبني ضبة حنيفة .
- يوم الدثينة - كان لبني مازن على سليم .
- يوم ذات الحرمل - كان لني عامر على بني عبس .
- يوم القرعاء - كان بين بني مالك وبني يربوع .
- يوم ملهم - كان بين بني تميم وبني حنيفة .
- يوم داب - كان لبني يربوع على بني كلاب قيل: يوم منفح .
- يوم زرود - كان بين بني تغلب وبني يربوع .
- يوم الرقم - كان بين بني فزارة وبني عامر .
- يوم بعاث - كان بين بني الاوس والخزرج وله ذكر في صحيح البخاري .
- يوم النباج - كان لبني تميم على بني شيبان .
- يوم الدرك - كان بين الأوس والخزرج .
- يوم الوقد - كان لبني تميم على بني عامر بن صعصعة .
- يوم الهرير - كان بين بني بكر وبني تميم .
- يوم الهبات - كان لعبس على فزارة .
- يوم نجران - كان لبني تميم على بني الحارث بن كعب .
- يوم واردات - كان بين بكر وتغلب .
- يوم ذي الابل - كان لتغلب على لخم وعمرو بن هند .
- يوم الذنائب - كان لغسان على لخم ونجران .
- يوم سفوان - كان لجعدة وقتير على النعمان بن المنذر ولخم .
- يوم قبا - كان بين الاوس والخزرج .
- يوم الغصيبة - كان لعمرو بن هند على تميم .
- يوم النصيح - كان لقيس على أهل اليمن .
- يوم سنجار - كان لتغلب على قيس .
- يوم دارة مأسل - كان لضبة على كلاب .
- يوم مزلق - كان لسعد على عامر بن صعصعة .
- يوم قادم - كان لضبة على كلاب .
- يوم الفروق - كا ن لقيس على سعد تميم.
- يوم الزخيخ - كان لقيس على أهل اليمن .
وهناك الكثير من الحروب العربية الجاهلية التى لايمكن حصرها فى هذا الموضوع فقط ونكتفى بهذا القدر .
ثم من الله تبارك وتعالى على العرب بالاسلام وبعث منهم نبيا ورسولا وهو محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ليهذب أخلاقهم ويصلح شأنهم ويعلى قدرهم , وكان ظهور الإسلام أعظم حدث في تاريخ العرب، وبداية تحول خطير في حياتهم الدينية والاجتماعية والسياسية والفكرية، وكان له أكبر الأثر في حياتهم بحيث أدّى إلى انقلاب تام في معالم هذه الحياة، وتبدل في مقاييسها ونُظُمها ومرافقها، كما بدّل من نفسية العربي وشخصيته ونمط تفكيره .
ومن الآثار التي تركها الإسلام في حياة العرب ما يلي :
1- جمع الإسلامُ العرب أمةّ واحدة تحت لوائه .
2- أخرجهم من ظلمات الجهل التي نور العلم .
3- محا العادات السيئة وأقر مكارم الأخلاق .
4- منح المرأة كثيراَّ من الحقوق التي لم تكن لها .
5- أنقذ الضعفاء وجعلهم أقوياء .
6- خَلًّد لُغتهم فأنزل القرآن الكريم بها و أصبح دستورهم .
7- أثَّر في أدبهم وَوَحْدَ لهجاتهم المتعددة .
8- مزج بين ثقافتهم و ثقافة المجاورين لهم فصنعوا حضارة متميزة .
وفى ظل الاسلام كنا -والله – الأمة التي ترتجف لصوتها قلوب القياصرة والأباطرة وترتجف له فرائصهم، واستطاع المسلمون في صدر الإسلام وعددهم لا يتجاوز 130 ألفاً فتح نصف الكرة الأرضية المعروفة في زمانهم، واليوم يبلغ تعداد المسلمين نحو 1.6 مليار نسمة، وهم عاجزون عن الوقوف في وجه اليهود الذين احتلوا أرضهم وقدسهم وعددهم لا يزيد على 4 ملايين نسمة جاؤوا من كل أصقاع الأرض .
أما حال العرب اليوم ما هي إلا أطلال لأمة بالأمس، كانت قوية مهابة، كانت عزيزة بإسلامها والتمسك بثوابتها وتقاليدها , أما وقد انقلب العرب على الاسلام , ونسوا ماأمر الله به , ومارسوا وأعادوا الحروب الجاهلية مرة أخرى , لكن ليس بحد السيف والرمح كما بالأيام الغابرة , انما مارسوا حروبهم فى هذا الزمان غبر شاشات الفضائيات ومواقع الانترنت .
فأصبح حال العرب شئنا أم أبينا, شتات وحروب وضعف وانكسار،
تفكك وتشرذم، هانوا على أنفسهم، فهانوا على أعدائهم, فانقضت عليه الدول تقسمهم إلى أجزاء، تنهب ثرواتهم وتقتل رجالهم ونساءهم وأطفالهم، وتنتقص من سيادتهم وهيبتهم وكرامتهم .
وتغيرت الحال وساء المآل، وقلبت لنا الدنيا ظهر المجن، فأصبحنا أضعف الأمم قوة وأكثرها تخلفاً، وأقلها شأناً، وأهونها على الناس، فبعدما كنا نقود العالم فيتبعنا طوعاً أو كرهاً أصبحنا أمة تقاد ولا تقود.
وبعد أن كانت كلمتنا تهز الأرض كما تهز قلوب الرجال، أصبحت لا تخيف دولة محتلة مثل الدولة العبرية، ولا تجد سامعاً، وإن سمعت لا تجد مطيعاً ولا حتى متعاطفاً، فقوة الكلمة من قوة صاحبها، ونحن لا نملك من القوة حتى ما يقيم أصلابنا.
وشعرت الأمم بتمزقنا وضعفنا فتطاول علينا كل متطاول، فأصبحنا غير مهابي الجانب، خيراتنا منهوبة، وساحاتنا أقل الساحات أمناً وأكثرها ظلماً.
والى أن يرتد العرب لاسلامهم بعد أن ارتدوا عليه , لكم منى السلام .
تحياتى
إن طبيعة العربي في باديته،من حبه للقوة ، وتفضيله الموت تحت صليل السيوف ، جعلت حياته حرباً ضروساً لا تهدأ، وكانت القبيلة تؤمن إيماناً كلياً بإخضاع القبائل الأخرى لمشيئتها سعياً وراء المجد الرفيع مما دفع القبائل العربية إلى التناحر والتصادم
فالعربى فى الجاهلية يتمنى ألا يقبر ويبشر الضبع بجسده حتى يخلد في سجل قتلى الجاهلية.
ولـو تـسـاءلـنـا مــا أســـباب هــذه الحروب؟ وما الدوافع الكامنة وراء قيامها؟ لوجدنا أن الاخـتـلاف على الماء والمرعى بسبب جفاف الصحراء وقلة الموارد من أهم هذه الأســـباب، كما حصل في يوم سفوان عندما التقى بنو مازن وبنو شيبان على ماء يقال له سفوان فزعمت كل قبيلة أنه لها.
وقد تشتعل الحرب رغبة في السلب والغارة؛ لأن هؤلاء الغزاة جعلوا أرزاقهم في رماحهم، ويصور لنا القطامي (وهو شاعر مخضرم) الفرسان وغاراتهم ، وديدنهم في السلب والغارة :
وكنّ إذا أغرن على جناب ... وأعوزهن نهب حيث كانا
وأحياناً على بكر أخينـا ... إذا ما لم نجـد إلا أخانـا
وكان الاســـتــيـلاء على الغنائم أو الأسرى من الدوافع الأساسية للحروب الجاهلية، ومن وصية أكثم بن صيفي عندما بلغ قومه أن مذحجاً وأحلافهم عازمون على غزوهم:
(البسوا جـلـود النمر ، والثبات أفضل من القوة ، أهنأ الظفر كثرة الأسرى ، وخير الغنيمة المال).
فالحروب كانت ضرورة أساسية للحصول على العيش ولذلك افتخر الفرسان بجمع الأسرى والغنائم من الإبل وغيرها.
يقول سلامة بن جندل: إن بقاؤه بعيداً عن الغزو، سيؤخره عن جمع الإبل التي لا يسقيها الساقي إلا بعد شق النفس والجهد الجهيد لكثرتها.
وكانت تثور الحرب بين العرب بسبب المنافرة بين خـصـمـين ســعـيـاً وراء الشهرة والسيادة ، فإذا حكم القاضي لأحدهما زاد العداء اشتعالاً ، وإذا كان الحكم خبيراً بما سيجره حكمه من تصدع سوي بين المتنافرين كما فعل هرم بن قطبة حينما سوّى بين عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة العامريين.
وقد تشتعل الحرب نصرة لقريب وإن كان ظالماً أو مظلوماً، على الحقيقة وليس على المجاز من نصح أخيه وفي ذلك نصرته ، وربما عير الشاعر قبيلته من جراء تخليها عن نصرته ، قال قريط بن أنيف ، وكان بعض بني شيبان أغار على إبله ، فاستنجد بقومه فلم ينجدوه لجأ عندها إلى بني مازن من قبيلة تميم فأنجدوه.
وربما نشأت الحرب بسبب الدفاع عن العرض ، أو الأخذ بالثأر ، أو بسبب المنافسة على رئاسة وزعامة ، وقد تجر المنافسة الطائشة إلى ويلات وحروب وتكون الأسباب تافهة كما حصل في حرب البسوس الشهيرة بين بكر وتغلب حيث قتل كليب على يد جـســـاس ولا ننسى حرب داحس والغبراء ، التي استمرت أربعين سنة ، بسبب سباق بين فرسين ومن الحروب الشهيرة حروب الفجار ، وكلها نشأت لأسباب واهـيـة .
ولعل أهم ما يميز حياة العرب في الجاهلية، أنها كانت حياة حربية تقوم على سفك الدمـاء .. حتى لكأن إراقة الدم أصبحت سنة من سنتهم ، فهم دائماً قاتلون مـقـتـولون لا يفرغون من دم إلا إلى دم.
وكانت القبيلة تؤمن إيماناً كلياً بإخضاع القبائل الأخرى لمشيئتها سعياً وراء المجد الرفيع مما يدفع القبائل إلى التناحر والتصادم.
وكان الشعراء يمدحون الشجاع ويفتخرون بالقوة والشجاعة والفروسية , فالقوة وصليل السيوف ، والغارات المريعة ، هي قوام حياة العربي في باديته ومجال فخرة وعزه ، حتى أصبحت حكمتهم المنشودة تدعو إلى الظلم حتى لا يُظلم ، ولا يجرؤ العدو على انتقاص حقك .
الحروب الواقعة بين العرب في الجاهلية أكثر من أن تحصى ومنها عدة وقائع مشهورة هى :-
- يوم البسوس - وهو من أعظم حروب العرب كان بين بكر بن وائل وتغلب بن وائل وكان للبسوس خالة جساس ناقة فرآها كليب بن ربيعة قد كسرت بيض حمام في حماه كان قد اجاره فرمى ضرعها بسهم فوثب جساس على كليب فقتله فهاجت الحروب بسبب ذلك ودامت بين الفريقين اربعين سنة .
- بوم داحس - وكان لعبد القيس على فزارة .
- يوم النسار - وكان بين ضبة وبني تميم .
- أيام الفجار - بكسر الفاء والجيم - بين بكر بن وائل وبين تميم وكان أربعة أيام بين بني كنانة وهوازن بين قريش وكنانة بين كنانة وبين نصر بن معاوية ولم يكن في كبير قتال وهو الاكبر كان بين قريش وهوازن وكان بينه وبين مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ست وعشرون سنة وشهده رسول الله وهو ابن اربع عشرة سنة .
- يوم ذي قار - كان بين بني عبس وذبيان ابني بغيض .
- يوم رحرحاتن - كان بين بني دجارم وعامر بن صعصعة والثاني بين تميم وبني عامر .
- يوم الفلج - كانت فيه وقعتان :-
الاولى لبني عامر على بني حنيفة والاخرى لبني حنيفة على بني عامر واهل اليمامة .
- يوم اللهابة - كان بين بني كعب وعبد شمس .
- يوم طخفة - كان لبني يربوع على قابوس بن المنذر بن ماء السماء .
- يوم تومرت - كان بين غنم وبني قشير .
- يوم ارام - كان لتغلب على بني يربوع وقيل أرب .
- يوم اراطة - بين بني حنيفة وبني جعدة .
- يوم عاقل - كان بين بني جشم وحنظلة .
- يوم درني - كان لبني طهية على تيم اللات .
- يوم العضالى - كان لبني بكر بن وائل وتميم وهو آخر أيامهم وقيل يوم الفضال .
- يوم الغبيط - كان لبني يربوع دون مجاشع .
- يوم الكفافة - كان بين فزارة وبني عمرو وبني تميم .
- يوم القرين - بين خثعم وكنانة .
- يوم بسيان - كان لبني فزارة على تميم .
- يوم قرار - كان لمجاشع على بكر بن وائل .
- يوم الحسي - كان لبكر على تغلب .
- يوم السربات - كان بين عبس وبني حنظلة .
- يوم الستار - كان بين الغوث وجديلة وقيل: يوف الفساد .
- يوم فيف الريح - كان بين خثعم وبني عامر .
- يوم البيداء - من أقدم أيام العرب كان بين حمير وكلب .
- يوم غول - كان لضبة على كلاب .
- يوم السلان - كان لربيعة على مذحج .
- يوم درحرح - كان بين سعد وغسان .
- يوم الستار - كان بين بكر وتغلب حلق فيه أحد الفريقين رؤوسهم لتكون علامة لهم .
- يوم الصليب - كان بين بكر بن وائل وبين عمرو بن تميم .
- يوم ظهر - كان بين بني عمرو بن تميم وبني ضبة حنيفة .
- يوم الدثينة - كان لبني مازن على سليم .
- يوم ذات الحرمل - كان لني عامر على بني عبس .
- يوم القرعاء - كان بين بني مالك وبني يربوع .
- يوم ملهم - كان بين بني تميم وبني حنيفة .
- يوم داب - كان لبني يربوع على بني كلاب قيل: يوم منفح .
- يوم زرود - كان بين بني تغلب وبني يربوع .
- يوم الرقم - كان بين بني فزارة وبني عامر .
- يوم بعاث - كان بين بني الاوس والخزرج وله ذكر في صحيح البخاري .
- يوم النباج - كان لبني تميم على بني شيبان .
- يوم الدرك - كان بين الأوس والخزرج .
- يوم الوقد - كان لبني تميم على بني عامر بن صعصعة .
- يوم الهرير - كان بين بني بكر وبني تميم .
- يوم الهبات - كان لعبس على فزارة .
- يوم نجران - كان لبني تميم على بني الحارث بن كعب .
- يوم واردات - كان بين بكر وتغلب .
- يوم ذي الابل - كان لتغلب على لخم وعمرو بن هند .
- يوم الذنائب - كان لغسان على لخم ونجران .
- يوم سفوان - كان لجعدة وقتير على النعمان بن المنذر ولخم .
- يوم قبا - كان بين الاوس والخزرج .
- يوم الغصيبة - كان لعمرو بن هند على تميم .
- يوم النصيح - كان لقيس على أهل اليمن .
- يوم سنجار - كان لتغلب على قيس .
- يوم دارة مأسل - كان لضبة على كلاب .
- يوم مزلق - كان لسعد على عامر بن صعصعة .
- يوم قادم - كان لضبة على كلاب .
- يوم الفروق - كا ن لقيس على سعد تميم.
- يوم الزخيخ - كان لقيس على أهل اليمن .
وهناك الكثير من الحروب العربية الجاهلية التى لايمكن حصرها فى هذا الموضوع فقط ونكتفى بهذا القدر .
ثم من الله تبارك وتعالى على العرب بالاسلام وبعث منهم نبيا ورسولا وهو محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ليهذب أخلاقهم ويصلح شأنهم ويعلى قدرهم , وكان ظهور الإسلام أعظم حدث في تاريخ العرب، وبداية تحول خطير في حياتهم الدينية والاجتماعية والسياسية والفكرية، وكان له أكبر الأثر في حياتهم بحيث أدّى إلى انقلاب تام في معالم هذه الحياة، وتبدل في مقاييسها ونُظُمها ومرافقها، كما بدّل من نفسية العربي وشخصيته ونمط تفكيره .
ومن الآثار التي تركها الإسلام في حياة العرب ما يلي :
1- جمع الإسلامُ العرب أمةّ واحدة تحت لوائه .
2- أخرجهم من ظلمات الجهل التي نور العلم .
3- محا العادات السيئة وأقر مكارم الأخلاق .
4- منح المرأة كثيراَّ من الحقوق التي لم تكن لها .
5- أنقذ الضعفاء وجعلهم أقوياء .
6- خَلًّد لُغتهم فأنزل القرآن الكريم بها و أصبح دستورهم .
7- أثَّر في أدبهم وَوَحْدَ لهجاتهم المتعددة .
8- مزج بين ثقافتهم و ثقافة المجاورين لهم فصنعوا حضارة متميزة .
وفى ظل الاسلام كنا -والله – الأمة التي ترتجف لصوتها قلوب القياصرة والأباطرة وترتجف له فرائصهم، واستطاع المسلمون في صدر الإسلام وعددهم لا يتجاوز 130 ألفاً فتح نصف الكرة الأرضية المعروفة في زمانهم، واليوم يبلغ تعداد المسلمين نحو 1.6 مليار نسمة، وهم عاجزون عن الوقوف في وجه اليهود الذين احتلوا أرضهم وقدسهم وعددهم لا يزيد على 4 ملايين نسمة جاؤوا من كل أصقاع الأرض .
أما حال العرب اليوم ما هي إلا أطلال لأمة بالأمس، كانت قوية مهابة، كانت عزيزة بإسلامها والتمسك بثوابتها وتقاليدها , أما وقد انقلب العرب على الاسلام , ونسوا ماأمر الله به , ومارسوا وأعادوا الحروب الجاهلية مرة أخرى , لكن ليس بحد السيف والرمح كما بالأيام الغابرة , انما مارسوا حروبهم فى هذا الزمان غبر شاشات الفضائيات ومواقع الانترنت .
فأصبح حال العرب شئنا أم أبينا, شتات وحروب وضعف وانكسار،
تفكك وتشرذم، هانوا على أنفسهم، فهانوا على أعدائهم, فانقضت عليه الدول تقسمهم إلى أجزاء، تنهب ثرواتهم وتقتل رجالهم ونساءهم وأطفالهم، وتنتقص من سيادتهم وهيبتهم وكرامتهم .
وتغيرت الحال وساء المآل، وقلبت لنا الدنيا ظهر المجن، فأصبحنا أضعف الأمم قوة وأكثرها تخلفاً، وأقلها شأناً، وأهونها على الناس، فبعدما كنا نقود العالم فيتبعنا طوعاً أو كرهاً أصبحنا أمة تقاد ولا تقود.
وبعد أن كانت كلمتنا تهز الأرض كما تهز قلوب الرجال، أصبحت لا تخيف دولة محتلة مثل الدولة العبرية، ولا تجد سامعاً، وإن سمعت لا تجد مطيعاً ولا حتى متعاطفاً، فقوة الكلمة من قوة صاحبها، ونحن لا نملك من القوة حتى ما يقيم أصلابنا.
وشعرت الأمم بتمزقنا وضعفنا فتطاول علينا كل متطاول، فأصبحنا غير مهابي الجانب، خيراتنا منهوبة، وساحاتنا أقل الساحات أمناً وأكثرها ظلماً.
والى أن يرتد العرب لاسلامهم بعد أن ارتدوا عليه , لكم منى السلام .
تحياتى