الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل
تحل الذكرى السادسة عشرة لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، متزامنة مع قرار اسرائيل بضم الحرم الإبراهيمي في الخليل وقبة راحيل " مسجد بلال بن رباح " للمواقع "التراثية" اليهودية .
في يوم 25/ 2/ 1994 وقبل 16 عام وأثناء تأدية المصلين لصلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي وعند السجود وقبل إستكمالهم لصلاة الفجر دخل على المصلين يهودي أمريكي يدعى باروخ غولدشتاين وهو يحمل في صدره الارهاب وكل ظلام الحقد التوراتي وفي يديه بندقيته الرشاشة وقنابل يدوية وكانت المجزرة التي راح ضحيتها( 50 مصلياً) و( 349 مصاب) بعد أن أفرغ كل ما لديه من رصاص وقنابل على الساجدين .
ولقد ثبت لاحقاً أن غولدشتاين لم يرتكب المجزرة وحده بل شاركه فيها جنود العصابات الصهيونية الذين أغلقوا باب الحرم حتي لا يتمكن المصلون من مغادرته ومنعوا كذلك سيارات الإسعاف من الإقتراب من المنطقة ، وحين حاول المواطنون نجدة المصلين قابلهم جنود يهود بإطلاق الرصاص الكثيف مما اوقع على الفور(29 شهيداً) وعشرات الجرحى .
لقد لاقت مذبحة الحرم الابراهيمى تأييداً من الغالبية العظمى في الكيان الصهيوني ، وعند سؤال الحاخام اليهودي موشي ليفنغر عما إذا كان يشعر بالأسف على من قتلهم غولدشتاين رد قائلاً إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة "يسرائيل شاحاك ـ الشريعة اليهودية" ، هذا ويعتبر اليهود غولدشتاين بمثابة قديس كما وجعلوا من قبره مزاراً وقد خصص الكيان الصهيوني عدداً من جنود حرس الشرف لتأدية التحية العسكرية له كل صباح ، والى يومنا هذا .
ويقول الكاتب اليهودي شاحاك في كتابه المذكور أن الشريعة اليهودية "هالاخا" تطالب في الحقيقة كل يهودي التمثل بغولدشتاين والقيام بمثل ما قام به من عمل إجرامي , ولدعم ما يقول فقد ساق في كتابه كلمات الحاخام دوف ليور الذي وصف فيها غولدشتاين بالمؤمن التقي وأن ما فعله كان من أجل الرب وبإسمه .
ان قرار اسرائيل اعتبار الحرم الابراهيمي في الخليل وقبة راحيل "مسجد بلال" في بيت لحم جزءا من التراث الوطني الاسرائيلي وتخصيص ملايين الدولارات لترميم هذين الموقعين يمثل اعتداء على كل المسلمين وكل القيم الحضارية والانسانية ، وهذا القرار يشكل مسألة خطيرة لان هذا الحرم ومسجد بلال يمثلان موقعين اسلاميين اثريين وحضاريين ويخالف ايضا كل القرارات الدولية التي تنتهكها اسرائيل على مدى العشرات من السنين والتي يحظر القانون اجراء اية تغييرات ديمغرافية او غيرها في الاراضي المحتلة , وإقدام اسرائيل على هذه الاجراءات يشكل جزءا من استمرار انتهاكاتها للمقدسات الاسلامية في المسجد الاقصى بزيادة وتيرة الحفريات اسفل هذا المسجد وهدم المنازل في سلوان بالقدس الملاصقة له.
ففي الوقت الذي لم يمض على مجزرة الحرم الابراهيمي الشريف ستة عشر عاما: فان هذه الممارسات الاسرائيلية على هذين المسجدين تمثل عدوانا صارخا على حرمة هذا المسجد الذي يعتبر رابع اهم مسجد بعد الحرم المكي والمسجد النبوي والمسجد الاقصى تجسد الانتهاك الصارخ لكل الاعراف الدولية بل اصبحت تهدد حياة المواطنين من قبل قطعان المستوطنين وقوات الاحتلال جراء وجود العديد من البؤر الاستيطانية في المنطقة والقرارات التي اصدرتها قوات الاحتلال مؤخرا باغلاق اكثر من 300 منشأة ومؤسسة ومحلات تجارية داخل البلدة القديمة في مدينة خليل الرحمن حيث اغلقت العديد من المحلات هناك ابوابها جراء الكساد والركود الاقتصادي وممارسة المستوطنين لاعمال عدائية لسكان هذه المنطقة نتيجة المضايقات لطلاب المدارس المتوجهين الى مقاعدهم الدراسية لاستكمال تحصيلهم العلمي حيث يتعرضون لاساليب قمعية عديدة من المستوطنين القاطنين في بيت هداسا وبيت يشاي وبيت رومانو وتل الرميدة وغيرها.
فهذه المجزرة للحرم الابراهيمي الشريف تهدف الى حرمان المسلمين هناك من اداء شعائر الصلوات في الحرم وتقسيمه ووضع الكاميرات بالبلدة القديمة فضلا عن انتشار الجيش لتحقيق ما نفذه "باروخ غولدشتاين" في الخامس والعشرين من شباط عام 1994 من جريمة نكراء .
فهذا المستوطن الذي وجه سلاحه ضد المصلين الآمنين واطلق الرصاص صوبهم وهمن يؤدون صلاة الفجر في الحرم الشريف يوم الجمعة, وهذه الاجراءات التي اتخذتها حكومة اسرائيل باعتبار الحرم الابراهيمي ومسجد بلال جزءاً من التراث الاسرائيلي ، لا تقل خطورة عن اعمال غولدشتاين الارهابية ، فاجراءات حكومة نتنياهو تهدف الى حرمان الفلسطينيين من اداء الصلاة في هذين المسجدين.
فهذا القرار الذي نددت به الدول الكبرى يوازي قرار ضمّ القدس الى اسرائيل وستكون له تبعات خطيرة ويؤكد ان اسرائيل غير معنية بعملية السلام ويغلق الباب كليا امام استئنافها ، فضلا عن انه سيضع الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في اتجاه خطير ، وبالتالي سيؤدي الى نشوب حرب دينية في المنطقة لا تبقي ولا تذر مما يهدد الامن في المنطقة بأسرها، ومحاولات الاقتحام الاسرائيلية للمساجد الفلسطينية ليست جديدة بل انها ممارسات واعمال متكررة ، حيث يحاول المتطرفون اليهود فرض واقع جديد في ساحات الاقصى من خلال محاولاتهم الصلاة في الساحات لجس النبض والوصول الى تقسيم الاقصى كما هو في الحرم الابراهيمي.
المطلوب من الامتين العربية والاسلامية في ضوء هذه الممارسات الاسرائيلية للمساجد الاسلامية في القدس وبيت لحم والخليل الوقوف بكل صلابة امامها لأنها تعتبر توطئة ، وتمهيداً للانقضاض مجدداً على المسجد المبارك ، لان قوات الاحتلال تنتظر ردود الفعل حيال هذه الجرائم على المسجد الابراهيمي ومسجد بلال ، الامر الذي يتطلب استنفاراً اسلامياً واسعاً على مستوى علماء ومفكري وقادة الامة لوقف هذا الانتهاك الذي يهدد التراث الاسلامي والمقدسات .
تحل الذكرى السادسة عشرة لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، متزامنة مع قرار اسرائيل بضم الحرم الإبراهيمي في الخليل وقبة راحيل " مسجد بلال بن رباح " للمواقع "التراثية" اليهودية .
في يوم 25/ 2/ 1994 وقبل 16 عام وأثناء تأدية المصلين لصلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي وعند السجود وقبل إستكمالهم لصلاة الفجر دخل على المصلين يهودي أمريكي يدعى باروخ غولدشتاين وهو يحمل في صدره الارهاب وكل ظلام الحقد التوراتي وفي يديه بندقيته الرشاشة وقنابل يدوية وكانت المجزرة التي راح ضحيتها( 50 مصلياً) و( 349 مصاب) بعد أن أفرغ كل ما لديه من رصاص وقنابل على الساجدين .
ولقد ثبت لاحقاً أن غولدشتاين لم يرتكب المجزرة وحده بل شاركه فيها جنود العصابات الصهيونية الذين أغلقوا باب الحرم حتي لا يتمكن المصلون من مغادرته ومنعوا كذلك سيارات الإسعاف من الإقتراب من المنطقة ، وحين حاول المواطنون نجدة المصلين قابلهم جنود يهود بإطلاق الرصاص الكثيف مما اوقع على الفور(29 شهيداً) وعشرات الجرحى .
لقد لاقت مذبحة الحرم الابراهيمى تأييداً من الغالبية العظمى في الكيان الصهيوني ، وعند سؤال الحاخام اليهودي موشي ليفنغر عما إذا كان يشعر بالأسف على من قتلهم غولدشتاين رد قائلاً إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة "يسرائيل شاحاك ـ الشريعة اليهودية" ، هذا ويعتبر اليهود غولدشتاين بمثابة قديس كما وجعلوا من قبره مزاراً وقد خصص الكيان الصهيوني عدداً من جنود حرس الشرف لتأدية التحية العسكرية له كل صباح ، والى يومنا هذا .
ويقول الكاتب اليهودي شاحاك في كتابه المذكور أن الشريعة اليهودية "هالاخا" تطالب في الحقيقة كل يهودي التمثل بغولدشتاين والقيام بمثل ما قام به من عمل إجرامي , ولدعم ما يقول فقد ساق في كتابه كلمات الحاخام دوف ليور الذي وصف فيها غولدشتاين بالمؤمن التقي وأن ما فعله كان من أجل الرب وبإسمه .
ان قرار اسرائيل اعتبار الحرم الابراهيمي في الخليل وقبة راحيل "مسجد بلال" في بيت لحم جزءا من التراث الوطني الاسرائيلي وتخصيص ملايين الدولارات لترميم هذين الموقعين يمثل اعتداء على كل المسلمين وكل القيم الحضارية والانسانية ، وهذا القرار يشكل مسألة خطيرة لان هذا الحرم ومسجد بلال يمثلان موقعين اسلاميين اثريين وحضاريين ويخالف ايضا كل القرارات الدولية التي تنتهكها اسرائيل على مدى العشرات من السنين والتي يحظر القانون اجراء اية تغييرات ديمغرافية او غيرها في الاراضي المحتلة , وإقدام اسرائيل على هذه الاجراءات يشكل جزءا من استمرار انتهاكاتها للمقدسات الاسلامية في المسجد الاقصى بزيادة وتيرة الحفريات اسفل هذا المسجد وهدم المنازل في سلوان بالقدس الملاصقة له.
ففي الوقت الذي لم يمض على مجزرة الحرم الابراهيمي الشريف ستة عشر عاما: فان هذه الممارسات الاسرائيلية على هذين المسجدين تمثل عدوانا صارخا على حرمة هذا المسجد الذي يعتبر رابع اهم مسجد بعد الحرم المكي والمسجد النبوي والمسجد الاقصى تجسد الانتهاك الصارخ لكل الاعراف الدولية بل اصبحت تهدد حياة المواطنين من قبل قطعان المستوطنين وقوات الاحتلال جراء وجود العديد من البؤر الاستيطانية في المنطقة والقرارات التي اصدرتها قوات الاحتلال مؤخرا باغلاق اكثر من 300 منشأة ومؤسسة ومحلات تجارية داخل البلدة القديمة في مدينة خليل الرحمن حيث اغلقت العديد من المحلات هناك ابوابها جراء الكساد والركود الاقتصادي وممارسة المستوطنين لاعمال عدائية لسكان هذه المنطقة نتيجة المضايقات لطلاب المدارس المتوجهين الى مقاعدهم الدراسية لاستكمال تحصيلهم العلمي حيث يتعرضون لاساليب قمعية عديدة من المستوطنين القاطنين في بيت هداسا وبيت يشاي وبيت رومانو وتل الرميدة وغيرها.
فهذه المجزرة للحرم الابراهيمي الشريف تهدف الى حرمان المسلمين هناك من اداء شعائر الصلوات في الحرم وتقسيمه ووضع الكاميرات بالبلدة القديمة فضلا عن انتشار الجيش لتحقيق ما نفذه "باروخ غولدشتاين" في الخامس والعشرين من شباط عام 1994 من جريمة نكراء .
فهذا المستوطن الذي وجه سلاحه ضد المصلين الآمنين واطلق الرصاص صوبهم وهمن يؤدون صلاة الفجر في الحرم الشريف يوم الجمعة, وهذه الاجراءات التي اتخذتها حكومة اسرائيل باعتبار الحرم الابراهيمي ومسجد بلال جزءاً من التراث الاسرائيلي ، لا تقل خطورة عن اعمال غولدشتاين الارهابية ، فاجراءات حكومة نتنياهو تهدف الى حرمان الفلسطينيين من اداء الصلاة في هذين المسجدين.
فهذا القرار الذي نددت به الدول الكبرى يوازي قرار ضمّ القدس الى اسرائيل وستكون له تبعات خطيرة ويؤكد ان اسرائيل غير معنية بعملية السلام ويغلق الباب كليا امام استئنافها ، فضلا عن انه سيضع الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في اتجاه خطير ، وبالتالي سيؤدي الى نشوب حرب دينية في المنطقة لا تبقي ولا تذر مما يهدد الامن في المنطقة بأسرها، ومحاولات الاقتحام الاسرائيلية للمساجد الفلسطينية ليست جديدة بل انها ممارسات واعمال متكررة ، حيث يحاول المتطرفون اليهود فرض واقع جديد في ساحات الاقصى من خلال محاولاتهم الصلاة في الساحات لجس النبض والوصول الى تقسيم الاقصى كما هو في الحرم الابراهيمي.
المطلوب من الامتين العربية والاسلامية في ضوء هذه الممارسات الاسرائيلية للمساجد الاسلامية في القدس وبيت لحم والخليل الوقوف بكل صلابة امامها لأنها تعتبر توطئة ، وتمهيداً للانقضاض مجدداً على المسجد المبارك ، لان قوات الاحتلال تنتظر ردود الفعل حيال هذه الجرائم على المسجد الابراهيمي ومسجد بلال ، الامر الذي يتطلب استنفاراً اسلامياً واسعاً على مستوى علماء ومفكري وقادة الامة لوقف هذا الانتهاك الذي يهدد التراث الاسلامي والمقدسات .