ابن حماس الذي تحالف مع الشيطان
في ذروة تداعيات فضيحة اغتيال محمود المبحوح ، خرج خائن الفلسطينيين والعرب مصعب حسن يوسف ليتفاخر على الملأ بتعاونه مع الاستخبارات الإسرائيلية بل ويواصل استفزازه للجميع أيضا عبر الحديث عن السلام ، متناسيا حقيقة أن من يتحالف مع الشيطان ويسقط في الوحل لا يمكن أن يحظى بأي احترام من العدو قبل الصديق.
ففي تصريحات أدلى بها لصحيفة "الصنداي تليجراف" البريطانية في 28 فبراير / شباط ، كشف الخائن مصعب نجل القيادي البارز في حركة حماس المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي حاليا حسن يوسف عن الأسباب التي دفعته لفضح تاريخه السري من العمل مع الاستخبارات الإسرائيلية ، كما تحدث عن الدور الذي لعبه بإفشال ما أسماه بمخطط لاغتيال وزير خارجية إسرائيل الأسبق ورئيسها الحالي شيمون بيريز.
وفي البداية ، قال الخائن مصعب الذي كانت تلقبه الاستخبارات الإسرائيلية بـ "الأمير الأخضر" إن دافعه الأساسي لإماطة اللثام عن ماضيه والتحدث عنه علنا في هذا الوقت هو سعيه لوضع كل من القادة العرب والإسرائيليين أمام مسئولياتهم لإيجاد حلول أفضل لما أسماه شعبه والشرق الأوسط.
وأضاف مصعب الذي كان يتعاون مع المخابرات الإسرائيلية منذ أن كان سجينا في إسرائيل عام 1996 قائلا : "يجب عليهم (أي القادة الإسرائيليين والفلسطينيين) تحمل المسئولية في كل خطوة يخطونها، سواء أكان ذلك في المفاوضات أم في الحرب ، فالناس على الجانبين بحاجة لكي يعرفوا ما الذي يفعله قادتهم بالفعل" .
ابن حماس
وتابع أنه تحول إلى المسيحية قبل أعوام ويعتزم أن ينشر قريبا كتابا بعنوان "ابن حماس" ، وفي رده على سؤال حول ما ينتظره بعد فضح تعاونه مع إسرائيل ، قال إنه لا يخشى الانتقام مما أقدم عليه ، وتابع "لا يوجد لدي سبب للاختفاء ، فأنا بحاجة إلى العمل بجد الآن من أجل السلام أكثر من أي وقت مضى ، كما أشعر بالحنين للعودة إلى أهلي وأصدقائي وبيتي في الضفة الغربية".
ولم يكتف بالاستفزازات السابقة ، بل إنه تفاخر أيضا بما أنجزه من خدمات للاحتلال الإسرائيلي ، حيث كشف أنه أجهض في عام 2001 مخططا لاغتيال شيمون بيريز وزير الخارجية الإسرائيلي حينذاك عبر تفجير أربع قنابل يدوية الصنع في سيارته.
وأضاف في هذا الصدد أنه كان كلف شخصيا بشراء الهاتف الذي كان سيستخدم من قبل المنفذين لعملية الاغتيال المفترضة وقد قام بعدها بتمرير رقم الهاتف إلى جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشين بيت " ، الأمر الذي أدى لاحقا إلى إجهاض المخطط .
وعن علاقته بوالده المناضل حسن يوسف المعتقل لدى إسرائيل حاليا ، قال الخائن مصعب : " كان ولا يزال بالنسبة لي البطل ، فأنا معجب به، وآمل أن يتخذ موقفا شجاعا ضد العنف ، فهذا الرجل يستطيع تحقيق السلام لشعبه" .
وفي عبارة تحمل كل معنى الخيانة والوقاحة ، تفاخر مصعب بأنه أنقذ أرواح العديد من القادة الفلسطينيين بمن فيهم والده وذلك من خلال إصراره بتعامله مع الإسرائيليين على أنه لن يوافق على مخططات تل أبيب لاغتيالهم ، وبمعنى آخر فإنه ساعد على اعتقالهم ورفض اغتيالهم ، ويبدو أن هذا الأمر كان من وجهة نظره قمة الوطنية والشهامة !! .
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أول من كشف في 23 فبراير عن خيانة مصعب عندما أشارت إلى أنه كان يزود جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشين بيت" بمعلومات ساهمت في القيام بعدة اعتقالات ووقف هجمات ، مشيرة إلى أن معلوماته ساعدت على اعتقال إبراهيم حميد وهو قائد عسكري لحماس في الضفة الغربية ومروان البرغوثي الذي كان أمين سر حركة فتح وعبد الله البرغوثي وهو قائد عسكري من حماس تحمله إسرائيل مسئولية هجمات بالمتفجرات.
اختراق المقاومة
ورغم أن البعض قد يتساءل عن جدوى تسليط الضوء على مهاترات هذا الخائن ، إلا أن تصريحاته السابقة من شأنها أن تجعل حركات المقاومة الفلسطينية تعيد حساباتها لأن هناك اختراقا استخباراتيا لعملها السري وهو في الغالب يأتي من بعض الخونة في الداخل ولعل هذا ما ظهر واضحا في جريمة اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي وما أعقبها من اعتقال فلسطينيين اثنين بتهمة مساعدة القتلة الـ 28 المتورطين بالجريمة .
فقد كشف القيادي في حركة حماس محمد نزال في 19 فبراير أن الفلسطينيين المتورطين في جريمة اغتيال القيادي في الحركة محمود المبحوح في دبي هما أحمد حسنين وأنور شحيبر وكانا يعملان في دبي في مؤسسة عقارية تابعة لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان.
وأضاف أنه تم التعرف على هوية الفلسطينيين اللذين شاركا مع المجموعة التي نفذت الاغتيال ويتبعان جهاز الموساد وهما أحمد حسنين وهو عضو سابق في المخابرات الفلسطينية وأنور شحيبر وهو ضابط سابق في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني.
وتابع أن حسنين وشحيبر كانا يعملان ضمن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة وأنهما هربا من هناك بعد سيطرة حماس على القطاع في 2007.
وأضاف أنه تبين لحركة حماس أن الاثنين يعملان موظفين في مؤسسة عقارية تابعة لمحمد دحلان ، قائلا :" كانا جزءا من الخلية التابعة لجهاز الموساد التي نفذت الاغتيال والتقيا قائد الخلية التي أعلن قائد شرطة دبي الكشف عنها".
وعبر نزال عن أسفه لما وصفه بمحاولات محمد دحلان التدخل لدى السلطات في دبي للإفراج عن عميلي الموساد الإسرائيلي وأضاف أن السلطات الرسمية في دبي والإمارات رفضت هذه الوساطات.
وفي المقابل ، قال مصدر أمني في السلطة الفلسطينية إن المشتبه الأول يدعى أحمد حسنين والثاني أنور شحيبر ولفت إلى أن عنصرا ثالثا اعتقل في العاصمة السورية دمشق وهو أحد القيادات العسكرية في حماس ويدعى نهرو مسعود.
وألمح هذا المصدر إلى وجود اختراق أمني في حماس وأن نهرو مسعود كان برفقة المبحوح في دبي قبيل اغتياله ثم غادر إلى دمشق لاحقا ، لكن عضو حماس في دمشق طلال نصار نفى صحة ذلك الادعاء وقال في تصريحات صحفية :" خبر اعتقال مسعود كاذب، وهو موجود بيننا ".
وأيا كانت صحة الاتهامات المتبادلة السابقة بين فتح وحماس ، فإن هناك حقيقة باتت مؤكدة وهي أن هناك اختراقا استخباراتيا إسرائيليا لحركات المقاومة الفلسطينية .
بيان حسن يوسف
ورغم أن الشيخ حسن يوسف حاول في بيان أصدره من داخل سجنه نفي الحقيقة السابقة ، إلا أن اعترافات ابنه مصعب تؤكد حجم الخطر المحدق بحركات المقاومة .
وكان الشيخ حسن يوسف أصدر بيانا بواسطة محاميه في 24 فبراير أكد خلاله أن ابنه لم يكن في يوم من الأيام عضواً فاعلاً في صفوف حركة حماس أو في أي من أجنحة الحركة العسكرية أو السياسية أو الدعوية أو غيرها.
وأضاف أنه منذ عام 1996 وحين كان مصعب يبلغ من العمر 17 عاماً تعرض لعملية ابتزاز وضغوط من المخابرات الإسرائيلية وعندما انكشف أمره منذ ذاك التاريخ تم تحذير أبناء الحركة منه وكان تحت رقابته والحركة ، مشيرا إلى أن علاقته بابنه كانت عائلية فقط.
وجاء في البيان أيضا " ما ذكرته صحيفة "هآرتس" حول خيانة مصعب جاء للتغطية على جرائم الاحتلال في هذا الوقت ضد شعبنا ومجاهديه وتهويد مقدساته ومحاولة لإشعال الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني ، الشيخ حسن يوسف كان يعمل في المجال السياسي والإعلامي للحركة وإن عمله كان تحت الشمس ، الأمر الذي قطع عن مصعب معرفة أو الاطلاع على أي شيء في غير هذه الدوائر".
واختتم الشيخ حسن يوسف قائلا : "إنني أربأ بوسائل الإعلام أن تنجر وراء وسائل الإعلام الصهيوني الذي يستهدف الشعب الفلسطيني وقضيته وقادته ".
والخلاصة أن الشيخ حسن يوسف حاول التأكيد على نجاح حماس في كشف خيانة ابنه مصعب منذ البداية ، إلا أن اعترافات الأخير لصحيفة "الصنداي تليجراف" وجريمة اغتيال المبحوح تكشف عكس ذلك وهو ما يتطلب من حركات المقاومة الفلسطينية الحذر واليقظة.
ترجمة المقابلة مع مصعب حسن يوسف
أماطت المقابلة مع مصعب حسن يوسف التي نشرتها "هاراتس ماجازين" في نسختها الانجليزية الصادرة يوم الجمعة 26 فبراير، اللثام عن الغموض الذي مازال يحيط بدواعي عمالة "ابن حماس" للاستخبارات الإسرائيلية. و يبدو من الوهلة الأولى أن تنصره قد يكون احد أهم العوامل. في مقابلاته مع "فوكس نيوز" و قناة الحياة، المنشورة على "اليوتوب،" كرر مصعب مرارا أن ما قراه في العهد الجديد "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم" كان له وقع كبير على قبوله للمسيح. و ربما عززت مبادئ التسامح و اللاعنف المسيحية النزعة لدى هذا الشاب للقيام بما يمكن عمله لإنقاذ الأرواح البشرية بتسريبه لمعلومات عن عمليات انتحارية خططت لها حماس. لكن تنصر مصعب حسن يوسف لا يمكن أن يكون الأساس في قراره للعمل مع "شين بات" لان اعتناق المسيحية حصل سنوات بعد انخراطه في هذا العمل. و يتأكد هذا بما ورد في مقابلته مع "هاراتس ماجازين" إذ صرح مصعب بان نيته عندما قبل عرض "شين بات" كانت "العمل كعميل مزدوج للثار لما تعرض له في السجن..."
في المقابل، يبدو أن المعاملة القاسية لحماس التي وصلت حسب ما صرح به مصعب إلى تعذيب أتباعها القابعين في السجون الإسرائيلية قد أثرت في شخصه، مما أدى به للقطيعة معها أولا و العمل على إفشال عملها المسلح ثانيا، و ترك عقيدتها في مرحلة ثالثة. و بالمناسبة من المهم التنويه أن مصعب حسن يوسف قد جاهر بما قام به و لم يكن مضطرا للقيام بذلك. و هو يعتبر ما قام به عملا إنسانيا - لا خيانة - لإنقاذ الأرواح البشرية. و خير مثال على ذلك إنقاذ حياة والده الذي يقبع حاليا في احد السجون الإسرائيلية، و لولا عمل ابنه مع "شين بات" لكان قد قتل. و تحديد الخيانة في بعض المسائل ليس بالأمر الهين. اثر إلقاء الزعيم التونسي لخطابه الشهير في مخيم أريحا عام 1965 الذي طالب فيه بقبول الشرعية الدولية لتقسيم فلسطين، تم اعتباره هو الآخر عميلا "لليهود و الأمريكان،" لكن قليلون هم الفلسطينيون الذين مازالوا على نفس الموقف إلى هذا اليوم.
و الأكيد إن التمرد المسلح لحركة حماس على السلطة الشرعية في قطاع غزة في يونيو 2007 قد عزز قناعات مصعب حسن يوسف، الذي أشار أكثر من مرة في مقابلاته إلى الجرائم الحمساوية بما في ذلك "قذف المواطنين الفلسطينيين من الطوابق 15 و 17 " و هي جرائم شاهدها الجميع على شاشات التلفزيون، و التي سوف تبقى وصمة عار على جبين هذه الحركة التي استعملت الدين كوسيلة لقضاء مآرب سياسية، شانها في ذلك شان الحركة الأم للإخوان المسلمين في مصر و من هم على شاكلتها في باقي الدول العربية و الإسلامية.
في ذروة تداعيات فضيحة اغتيال محمود المبحوح ، خرج خائن الفلسطينيين والعرب مصعب حسن يوسف ليتفاخر على الملأ بتعاونه مع الاستخبارات الإسرائيلية بل ويواصل استفزازه للجميع أيضا عبر الحديث عن السلام ، متناسيا حقيقة أن من يتحالف مع الشيطان ويسقط في الوحل لا يمكن أن يحظى بأي احترام من العدو قبل الصديق.
ففي تصريحات أدلى بها لصحيفة "الصنداي تليجراف" البريطانية في 28 فبراير / شباط ، كشف الخائن مصعب نجل القيادي البارز في حركة حماس المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي حاليا حسن يوسف عن الأسباب التي دفعته لفضح تاريخه السري من العمل مع الاستخبارات الإسرائيلية ، كما تحدث عن الدور الذي لعبه بإفشال ما أسماه بمخطط لاغتيال وزير خارجية إسرائيل الأسبق ورئيسها الحالي شيمون بيريز.
وفي البداية ، قال الخائن مصعب الذي كانت تلقبه الاستخبارات الإسرائيلية بـ "الأمير الأخضر" إن دافعه الأساسي لإماطة اللثام عن ماضيه والتحدث عنه علنا في هذا الوقت هو سعيه لوضع كل من القادة العرب والإسرائيليين أمام مسئولياتهم لإيجاد حلول أفضل لما أسماه شعبه والشرق الأوسط.
وأضاف مصعب الذي كان يتعاون مع المخابرات الإسرائيلية منذ أن كان سجينا في إسرائيل عام 1996 قائلا : "يجب عليهم (أي القادة الإسرائيليين والفلسطينيين) تحمل المسئولية في كل خطوة يخطونها، سواء أكان ذلك في المفاوضات أم في الحرب ، فالناس على الجانبين بحاجة لكي يعرفوا ما الذي يفعله قادتهم بالفعل" .
ابن حماس
وتابع أنه تحول إلى المسيحية قبل أعوام ويعتزم أن ينشر قريبا كتابا بعنوان "ابن حماس" ، وفي رده على سؤال حول ما ينتظره بعد فضح تعاونه مع إسرائيل ، قال إنه لا يخشى الانتقام مما أقدم عليه ، وتابع "لا يوجد لدي سبب للاختفاء ، فأنا بحاجة إلى العمل بجد الآن من أجل السلام أكثر من أي وقت مضى ، كما أشعر بالحنين للعودة إلى أهلي وأصدقائي وبيتي في الضفة الغربية".
ولم يكتف بالاستفزازات السابقة ، بل إنه تفاخر أيضا بما أنجزه من خدمات للاحتلال الإسرائيلي ، حيث كشف أنه أجهض في عام 2001 مخططا لاغتيال شيمون بيريز وزير الخارجية الإسرائيلي حينذاك عبر تفجير أربع قنابل يدوية الصنع في سيارته.
وأضاف في هذا الصدد أنه كان كلف شخصيا بشراء الهاتف الذي كان سيستخدم من قبل المنفذين لعملية الاغتيال المفترضة وقد قام بعدها بتمرير رقم الهاتف إلى جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشين بيت " ، الأمر الذي أدى لاحقا إلى إجهاض المخطط .
وعن علاقته بوالده المناضل حسن يوسف المعتقل لدى إسرائيل حاليا ، قال الخائن مصعب : " كان ولا يزال بالنسبة لي البطل ، فأنا معجب به، وآمل أن يتخذ موقفا شجاعا ضد العنف ، فهذا الرجل يستطيع تحقيق السلام لشعبه" .
وفي عبارة تحمل كل معنى الخيانة والوقاحة ، تفاخر مصعب بأنه أنقذ أرواح العديد من القادة الفلسطينيين بمن فيهم والده وذلك من خلال إصراره بتعامله مع الإسرائيليين على أنه لن يوافق على مخططات تل أبيب لاغتيالهم ، وبمعنى آخر فإنه ساعد على اعتقالهم ورفض اغتيالهم ، ويبدو أن هذا الأمر كان من وجهة نظره قمة الوطنية والشهامة !! .
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أول من كشف في 23 فبراير عن خيانة مصعب عندما أشارت إلى أنه كان يزود جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشين بيت" بمعلومات ساهمت في القيام بعدة اعتقالات ووقف هجمات ، مشيرة إلى أن معلوماته ساعدت على اعتقال إبراهيم حميد وهو قائد عسكري لحماس في الضفة الغربية ومروان البرغوثي الذي كان أمين سر حركة فتح وعبد الله البرغوثي وهو قائد عسكري من حماس تحمله إسرائيل مسئولية هجمات بالمتفجرات.
اختراق المقاومة
ورغم أن البعض قد يتساءل عن جدوى تسليط الضوء على مهاترات هذا الخائن ، إلا أن تصريحاته السابقة من شأنها أن تجعل حركات المقاومة الفلسطينية تعيد حساباتها لأن هناك اختراقا استخباراتيا لعملها السري وهو في الغالب يأتي من بعض الخونة في الداخل ولعل هذا ما ظهر واضحا في جريمة اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي وما أعقبها من اعتقال فلسطينيين اثنين بتهمة مساعدة القتلة الـ 28 المتورطين بالجريمة .
فقد كشف القيادي في حركة حماس محمد نزال في 19 فبراير أن الفلسطينيين المتورطين في جريمة اغتيال القيادي في الحركة محمود المبحوح في دبي هما أحمد حسنين وأنور شحيبر وكانا يعملان في دبي في مؤسسة عقارية تابعة لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان.
وأضاف أنه تم التعرف على هوية الفلسطينيين اللذين شاركا مع المجموعة التي نفذت الاغتيال ويتبعان جهاز الموساد وهما أحمد حسنين وهو عضو سابق في المخابرات الفلسطينية وأنور شحيبر وهو ضابط سابق في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني.
وتابع أن حسنين وشحيبر كانا يعملان ضمن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة وأنهما هربا من هناك بعد سيطرة حماس على القطاع في 2007.
وأضاف أنه تبين لحركة حماس أن الاثنين يعملان موظفين في مؤسسة عقارية تابعة لمحمد دحلان ، قائلا :" كانا جزءا من الخلية التابعة لجهاز الموساد التي نفذت الاغتيال والتقيا قائد الخلية التي أعلن قائد شرطة دبي الكشف عنها".
وعبر نزال عن أسفه لما وصفه بمحاولات محمد دحلان التدخل لدى السلطات في دبي للإفراج عن عميلي الموساد الإسرائيلي وأضاف أن السلطات الرسمية في دبي والإمارات رفضت هذه الوساطات.
وفي المقابل ، قال مصدر أمني في السلطة الفلسطينية إن المشتبه الأول يدعى أحمد حسنين والثاني أنور شحيبر ولفت إلى أن عنصرا ثالثا اعتقل في العاصمة السورية دمشق وهو أحد القيادات العسكرية في حماس ويدعى نهرو مسعود.
وألمح هذا المصدر إلى وجود اختراق أمني في حماس وأن نهرو مسعود كان برفقة المبحوح في دبي قبيل اغتياله ثم غادر إلى دمشق لاحقا ، لكن عضو حماس في دمشق طلال نصار نفى صحة ذلك الادعاء وقال في تصريحات صحفية :" خبر اعتقال مسعود كاذب، وهو موجود بيننا ".
وأيا كانت صحة الاتهامات المتبادلة السابقة بين فتح وحماس ، فإن هناك حقيقة باتت مؤكدة وهي أن هناك اختراقا استخباراتيا إسرائيليا لحركات المقاومة الفلسطينية .
بيان حسن يوسف
ورغم أن الشيخ حسن يوسف حاول في بيان أصدره من داخل سجنه نفي الحقيقة السابقة ، إلا أن اعترافات ابنه مصعب تؤكد حجم الخطر المحدق بحركات المقاومة .
وكان الشيخ حسن يوسف أصدر بيانا بواسطة محاميه في 24 فبراير أكد خلاله أن ابنه لم يكن في يوم من الأيام عضواً فاعلاً في صفوف حركة حماس أو في أي من أجنحة الحركة العسكرية أو السياسية أو الدعوية أو غيرها.
وأضاف أنه منذ عام 1996 وحين كان مصعب يبلغ من العمر 17 عاماً تعرض لعملية ابتزاز وضغوط من المخابرات الإسرائيلية وعندما انكشف أمره منذ ذاك التاريخ تم تحذير أبناء الحركة منه وكان تحت رقابته والحركة ، مشيرا إلى أن علاقته بابنه كانت عائلية فقط.
وجاء في البيان أيضا " ما ذكرته صحيفة "هآرتس" حول خيانة مصعب جاء للتغطية على جرائم الاحتلال في هذا الوقت ضد شعبنا ومجاهديه وتهويد مقدساته ومحاولة لإشعال الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني ، الشيخ حسن يوسف كان يعمل في المجال السياسي والإعلامي للحركة وإن عمله كان تحت الشمس ، الأمر الذي قطع عن مصعب معرفة أو الاطلاع على أي شيء في غير هذه الدوائر".
واختتم الشيخ حسن يوسف قائلا : "إنني أربأ بوسائل الإعلام أن تنجر وراء وسائل الإعلام الصهيوني الذي يستهدف الشعب الفلسطيني وقضيته وقادته ".
والخلاصة أن الشيخ حسن يوسف حاول التأكيد على نجاح حماس في كشف خيانة ابنه مصعب منذ البداية ، إلا أن اعترافات الأخير لصحيفة "الصنداي تليجراف" وجريمة اغتيال المبحوح تكشف عكس ذلك وهو ما يتطلب من حركات المقاومة الفلسطينية الحذر واليقظة.
ترجمة المقابلة مع مصعب حسن يوسف
أماطت المقابلة مع مصعب حسن يوسف التي نشرتها "هاراتس ماجازين" في نسختها الانجليزية الصادرة يوم الجمعة 26 فبراير، اللثام عن الغموض الذي مازال يحيط بدواعي عمالة "ابن حماس" للاستخبارات الإسرائيلية. و يبدو من الوهلة الأولى أن تنصره قد يكون احد أهم العوامل. في مقابلاته مع "فوكس نيوز" و قناة الحياة، المنشورة على "اليوتوب،" كرر مصعب مرارا أن ما قراه في العهد الجديد "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم" كان له وقع كبير على قبوله للمسيح. و ربما عززت مبادئ التسامح و اللاعنف المسيحية النزعة لدى هذا الشاب للقيام بما يمكن عمله لإنقاذ الأرواح البشرية بتسريبه لمعلومات عن عمليات انتحارية خططت لها حماس. لكن تنصر مصعب حسن يوسف لا يمكن أن يكون الأساس في قراره للعمل مع "شين بات" لان اعتناق المسيحية حصل سنوات بعد انخراطه في هذا العمل. و يتأكد هذا بما ورد في مقابلته مع "هاراتس ماجازين" إذ صرح مصعب بان نيته عندما قبل عرض "شين بات" كانت "العمل كعميل مزدوج للثار لما تعرض له في السجن..."
في المقابل، يبدو أن المعاملة القاسية لحماس التي وصلت حسب ما صرح به مصعب إلى تعذيب أتباعها القابعين في السجون الإسرائيلية قد أثرت في شخصه، مما أدى به للقطيعة معها أولا و العمل على إفشال عملها المسلح ثانيا، و ترك عقيدتها في مرحلة ثالثة. و بالمناسبة من المهم التنويه أن مصعب حسن يوسف قد جاهر بما قام به و لم يكن مضطرا للقيام بذلك. و هو يعتبر ما قام به عملا إنسانيا - لا خيانة - لإنقاذ الأرواح البشرية. و خير مثال على ذلك إنقاذ حياة والده الذي يقبع حاليا في احد السجون الإسرائيلية، و لولا عمل ابنه مع "شين بات" لكان قد قتل. و تحديد الخيانة في بعض المسائل ليس بالأمر الهين. اثر إلقاء الزعيم التونسي لخطابه الشهير في مخيم أريحا عام 1965 الذي طالب فيه بقبول الشرعية الدولية لتقسيم فلسطين، تم اعتباره هو الآخر عميلا "لليهود و الأمريكان،" لكن قليلون هم الفلسطينيون الذين مازالوا على نفس الموقف إلى هذا اليوم.
و الأكيد إن التمرد المسلح لحركة حماس على السلطة الشرعية في قطاع غزة في يونيو 2007 قد عزز قناعات مصعب حسن يوسف، الذي أشار أكثر من مرة في مقابلاته إلى الجرائم الحمساوية بما في ذلك "قذف المواطنين الفلسطينيين من الطوابق 15 و 17 " و هي جرائم شاهدها الجميع على شاشات التلفزيون، و التي سوف تبقى وصمة عار على جبين هذه الحركة التي استعملت الدين كوسيلة لقضاء مآرب سياسية، شانها في ذلك شان الحركة الأم للإخوان المسلمين في مصر و من هم على شاكلتها في باقي الدول العربية و الإسلامية.