حمار جارى شاهد على العصر
أعزائى أعضاء منتديات الفلاحين الكرام , بعد قيامى بنشر حديث حمار جارى العزيز على منتدانا الكريم , أصبح الحمار المحظوظ نجما لامعا ووجبها من كبار الشخصيات فى المجتمع الحميرى وقد سلطت عليه الأضواء والشهرة , وتتهافت عليه الفضائيات لاستضافته والظهور معها فى برامحها الحوارية , وكان له هذا الحوار على قناة الحظيرة الفضائية , مع المذيع الامع/ أحمر محمور , والذى صال فيه وجال , وأدلى بدلوه فى كل الأمور والقضايا التى تهم شريحة واسعة من المجتمع الحميرى .
اليكم نص الحوار
المذيع : بداية أرحب بكم أعزائى المشاهدين الكرام وهذا أحمر محمور يحييكم من لندن وحلقة جديدة من برنامج شاهد على العصر وضيفى وضيفكم هو الدكتور / حمار بن حمير آل جحش الباحث والمتخصص فى قضايا الشرق الأوسط والعصر الحميرى وأمور النهيق والرفس .
المذيع : فى البداية سبدى الحمار ياريت تعرفنا على العصر الحميرى .
الحمار : كسائر العصور فيه الحمير تأكل وتشرب وتعمل وتنام مثلهم مثل دول العالم الثالث وأغلبهم من ذوات الكراسى والمناصب فمنهم وزراء وزعماء وعلماء والعجب العجاب .
المذيع : علماء قلت علماء وهل يوجد فى العصر الحميرى علماء؟
الحمار : نعم علماء وحملة الدكتوراه .
المذيع : هل عندكم علماء ذرة ؟
الحمار : نعم و لا .. نعم اذا كنت تقصد ذرات الشعير والحنطة ولا اذا كنت تقصد الذرة التى لاتتجزء هذه الذرة لا نعرفها ولا نسعى الى ذلك ولكن لدينا علماء فى الزغطة.
المذيع : وماهى الزغطة ؟
الحمار : هى علم فوق مستواكم والسبب أنكم تأكلون المسلوق ونحن نأكل الملفوف والمكبوس .
المذيع : مامكان بلدكم على الخريطة ؟
الحمار : لا مكان لها على الخريطة الدولية أما ان قصدت الموقع الجغرافى فهى من المحيط الى الخليج أهلها أحياء وغير أحياء .
المذيع : هل هناك بلاد تعيش فى القرن العشرين بهذا الوصف ؟
الحمار : ومن قال لك أنها تحيا فى القرن العشرين .. قل فى القرن العشرين قبل الميلاد أو العشرين قبل التاريخ والجغرافيا وعلوم الجبر والحساب ومع ذلك فالأمور ليست سيئة ومظلمة .
المذيع : اذن لديكم نقط مضيئة وانجازات ؟
الحمار : بالطبع عندنا اختراعات لا أظن عندكم مثلها .
المذيع : اضرب مثلا لذلك ؟
الحمار : عندنا اختراع عسكرى الدرك واختراع آخر اسمه المخبر وهو طويل وعريض كف يده مثل المطرقة اذا ضرب به رجلا على قفاه انكفأ على وجهه واذا ضربه على وجهه انكفأ على قفاه انه تجسيد حى لشعار الكفاية والعدل .. يكفية على وجهه وهذه هى الكفاية ويعدله على قفاه وهذا هو العدل .. ويجوس بالليل خلال الديار يعكم كل من يلقاه فى الطريق من رجال وأفندية ويربط الجميع فى حبل تعبيرا عن اتحاد قوى الشعب العاطلة ثم يسحب الجميع الى الحجز .
المذيع : وماهو الحجز ؟
الحمار : الحجز فى العصر الحميرى غرفة بلا باب وشباك أرضيتها أسفلت وحيطانها زفت وفى هذا الحجز يمكن لأى شرطى أن يلقى أى مواطن عددا من الأيام مع أننا فى العصر الحميرى أبناء وطن واحد من الخليح الى المحيط تحت سيادة القانون .
المذيع : ولكن كيف تسير الأمور فى بلادكم هكذا تحت سيادة القانون ؟
الحمار : فى بلادنا كل شىء ممكن وجائز فالحجز موجود والقانون موجود وبينهما تعايش سلمى وهما يسيران على خطين متوازيين ولا يلتقيان والناس لا تعترض ولا تغضب فكل ماخلق الله له حكمة حتى السجن .
المذيع : اذن الحجز هو السجن ؟
الحمار : لا السجن اختراع حضارى فيه السجان مسئول عن السجين عن طعامه ودوائه وعن يوم محددلاطلاق سراحه أما الحجز اختراع حميرى فلا أكل ولا دواء ولا افراج .
المذيع : وهل مات أحد فى الحجز ؟
الحمار : لايهم فالموت عندنا هو خلاص من حياة هى فى الواقع تأديب وتهذيب واصلاح .
المذيع : هل لديكم قضاء كما لدى الآخرين ؟
الحمار : نعم كل شىء موجود فاذا كان لدى الأخرين قضاء فلدينا القضاء والقدر .. واذا كان لديهم حكومات فلدينا عكومات مهمتها عكم كل حمار ينهق فى وجهها أو يرفث فى ظهرها وفى بلادنا المواطن متهم حتى تثبت ادانته .
المذيع : تقصد برىء حتى يثبت ادانته .
الحمار : أعلم ولكن هذا ميدأ لا يصلح للمجتمع الحميرى .
المذيع : على ذلك فالحياة قاسية والمعيشة لا تطاق ؟
الحمار : بالعكس .. الحياة آخر سبهلله وصهلله والناس تتكاثر وتتوالد عن طريق الانقسام والسماء صافية والشمس مرعرعة والناس اخر رضا وانسجام والمكتوب على الجبين لازم تشوفه العين .
المذيع : أيها الحمار العبقرى حدثنى كبف تكون حمارا وعبقريا فى نفس الوقت ؟
الحمار : انها صفه لبست مكتسبة ولكنها جائتنى بالوراثة فجدى الأول كان حمارا وأستاذا .. وجدى السابق حمارا وزعيما .. وجدى الأسبق حمارا وفلاحا .. وجدتى رحمها الله كانت حمارة وعالمة .
المذيع : جدتك كانت عالمة من العلماء ؟
الحمار : لا بل كانت عالمة من العوالم وهى جمع عالمة .
المذيع : ومن هم العوالم التى تقصد ؟
الحمار : قبل أن أشرح لك هل ذهبت يوما الى لبنان ؟
المذيع : لا .
الحمار : عظيم أريد أن أوضح لك أن لبنان جزء من بلادنا وأرضنا .
المذيع : كيف تكون لبنان جزء من أرضكم وأنت قلت بأنك مصرى .
الحمار : هذه هى الحقيقة بلادنا من المحيط الى الخليج وطن واحد ولكن بعض الأجزاء أخذت لنغسها أسماء حركية مثل لبنان وسوريا وليبيا واليمن والمغرب والخليج .
المذيع : ولكن لماذا اسماء حركية هل هى لخداع أنفسهم أم لخداع الآخرين ؟
الحمار : لهذا ولا ذاك ولكن العائلة عندما خابت تشتت وتقسمت وتمزق العلم فصار عدة اعلام وانقسم الزعيم وخرج من بين ضلوعه عدة ملوك ورؤساء وامراء المهم نرجع للبنان .
المذيع : صحيح كنا نتحدث عن لبنان .
الحمار : لبنان ينقسم الى مليون لبنانى وكل لبنانى دولة قائمة بذاتها وله دينه وكتبه ورسله التى نزلت عليه رأسا من السماء .. وكل مواطن من طائفة ضد مواطنه من الطائفة الأخرى
وهذا هو بيت القصيد هل تعرف بيت القصيد ?
المذيع : لا .
الحمار : بيت القصيد أفضل بيت شعر فى القصيدة ونحن أهل العصر الحميرى مولعون باستخدام أفضل التفضيل .. بمعنى هذا البيت أفضل هذا الرجل اعظم هذا اليوم أخلد وهذا اكرم وهذا ابخل ولنا سبهلله فى اطلاق الألقاب .. فمثلا أيامنا كلها خالدة وخطب زعمائنا كلها تاريخية وكلما تولى زعيم منصبه أصبح يوم توليه ثورة .. وعندنا ثورات بعدد شعر الرأس ثورة الفاتح من سبتمبر وثورة القافل من نوفمبر وثورة 23 عبده وثورة البعث والمليون وثورة 31 أمشير وكل ثوراتنا غيرت وجه التاريخ والجغرافيا وكل كتب السماء نزلت لنا وعليناوالحمدلله .. لكن لشدة حموريتنا أضفنا اليها كتب من تأليفنا فلدينا كتاب أخضر وأصفر وأزرق وهى كتب فلسفية ميتافيزقية تبحث فى شئون الفضاء وما وراء الأفق .
المذيع : وماذا عن الوقت لديكم ؟
الحمار : غير مهم فالقطار عندنا اذا انطلق من القاهرة قاصدا مركز أشمون أومن بغداد قاصدا الفالوجا أو من دمشق الى حماة فهو بنطلق بمزاجه وعل كيفه ولا يحدد وقت لوصوله لأن فى التحديد تحديا للمشيئة وهو سيصل حسب المشيئة وان لم يصل على الاطلاق فهذه ارادة السماء .. والأهل يودعن المسافر من مكان الى مكان لأن المسافر مفقود والقطار أيضا مفقود مفقود ياولدى .
المذيع : ماذا عن السياسة ؟
الحمار : نحن نسميها سياسة وكياسة نرفع شعار التحرير ونوقع المعاهدات السرية للتبعية والاحتلال .. نتكلم عن الكفاح المسلح ونجعله كفاح مشلح .. نحارب الاستعمار ونقبض من مخابراته ندعو الى العدالة الاجتماعية ونؤسس الشركات بأسماء نسائنا أنتم تسمونها حمورية لكن نحن نسميه كياسة وسياسة فتح عينك تأكل ملبن .
المذيع : أفهم من ذلك أنه لايوجد فى بلادكم حمير فى المعارضة ؟
الحمار : انهم كثيرون فعندنا معارضة بمرتب ومعارضة بمكافأة وحكوميون معارون للمعارضة ومناضلون يركبون المرسيدس وعندنا قادة منظمات مسلحة دفاتر شيكاتهم أطول من الشريط الحدودى بيننا وبين اسرائيل .. فالذين يعارضون النظام فى سوريا يقيمون فى العراق والمعارضون للعراق يقيمون فى ليبيا والذين يرفضون قراءة الكتاب الأخضر بقيمون فى مصر والمعارضون لمصر يقيمون فى لبنان وفى بلادنا أحزاب معارضة تشتغل بأعمال الكهرباء .
المذيع : أنت تقصد أن المعارضون تخلوا عن رسالتهم ؟
الحمار : أبدا .. المصيبة أنهم لابزالون يعلنون أنهم من المد الثورى المتحنجر فى الحنجورى من أجل تعاظم قوى الشعب المتقعر وقيام عالم تسوده الحلبسة والأدوسة .
أنا أعرف نموذج معارض من عائلة ثرية وهو ثرى أمثل يمتلك حسابات فى البنوك وحاصل على جائزة عبد الناصر من موسكو وجائزة فرانكو من السودان وهو فى الرواية ينافس نجيب محفوظ وفى الشعر ينافس أحمد شوقى وهو قبل وبعد ذلك شيوعى قبل ماركس وناصرى قبل عبد الناصر وانفتاحى فى مرحلة السادات .
المذيع : أعتقد أنك تبالغ ياحمارى العزيز ؟
الحمار : بالعكس .. والحقيقة أسوأ من هذا بكثير فمثلا - نحن نعيش فى رقعة أرض واحدة ونتكلم لغة واحدة ونعبد الها واحدا ومع ذلك كل عشرة أمتار نحتاج الى تأشيرة دخول وتغيير عملة واقامة وأحيانا نحتاج الى كفيل .. ولدينا فوق ذلك العشرات من الرؤساء والملوك والأمراء وبعض السلاطين ولدينا حكومات ووزارات ومئات اللوائح والقوانين .
زمان فى بلادنا خرج رجل فقير اسمه ابن بطوطة خرج من طنجة الى بلاد الله لخلق الله ولف بلاد العرب ولم يسأله أحد عن تأشيرة أو جواز سفر ونزل فى كل مكان أهلا وسهلا وكان هذا قبل حلول العصر الحميرى الذى نحياه الآن .. ترى ماذا يحدث الأن لو جاء ابن بطوطة آخر واراد ان يلف بلاد العرب سيقضى نحبة قبل ان يستطيع الحصول على التأشيرة فاذا حصل عليها قبل الموت لابد أن يحصل له على كفيل .
المذيع : وماذا عن انتخاب الحكام ؟
الحمار : نحن لا ننتخب حكامنا ولا نختارهم بل يهبطون على رؤسنا وينزلون بنا كما الكارثة ولا فكاك منهم الا بالمنقذ عزرائيل .
المذيع : أعوذ بالله اذن أنتم لا تعرفون الانتخابات ؟
الحمار : بل نحن أكثر خلق الله اجراء للانتخابات ونتائجها معروفة باذن الله 99,9 فى المية .
المذيع : وتستخدمون الكمبيوتر فى معرفة نتائج الانتخابات ؟
الحمار : بل نستخدم اختراعا أحدث هو الكذبيوتر انه اختراع له قدرة فائقة على حصر الشاردة والواردة وهو يضع فى خانة اللذين قالوا نعم حتى الشجر والحجر وأحيانا يضيف الموتى فنحن نريد لحكامنا أن يبدأوا حكمهم ومعهم تفويض من جميع الأمة أحياء وأموات .
المذيع : وهل يشرف القضاء على الانتخابات ؟
الحمار : وما علاقة القضاء بهذا الأمر حاشا لله ان الذى يشرف على الانتخابات هو الشاويش .
المذيع : ومن هو الشاويش ؟
الحمار : الشاويش عصب الحياة ومحورها فى بلادنا وستجد هذا الشاويش فى بلادنا فى كل مكان فى الشارع والمطار والمحكمة وفى المدارس والجامعات .
المذيع : وهل يذهب الشاويش الى الجامعة ليتعلم ؟
الحمار : بل يذهب ليعلم المتعلمين الأدب والنظام ووسيلته فى التعليم سهلة وبسيطة خاصة فى المظاهرات فى البداية يعالج الأمر بالعصا فان أفلح كان بها والا فبالقنابل والرصاص .. وفى بلادنا حرس للجامعة وكأن الجامعة متهم يخشى هروبه فلابد له من حرس .
المذيع : قل لى سيدى الحمار هل تهتمون بالمناصب والألقاب أم أنكم فى العصر الحميرى تطبقون نظرية " الاسطبلزم " ولا تهتمون بالمناصب والألقاب ؟
الحمار : بالعكس نحن أكثر أهل الأرض ألقاب ونياشين فلدينا الأخ القائد والأخ العقيد والأخ المناضل والمجاهد وسيف الاسلام وقذاف الدم .
المذيع : ولكن هل لديكم مارشالات وجنرالات ؟
الحمار : نعم خد عندك فى حرب 48 كان على الجبهة ثمانية مارشالات عظام منهم المرشال أبو حنيك وعدد من الجنرالات منهم الجنرال حيدر والجنرال جبار وجنرال موترز وكل منهم يحمل على صدره نياشين أضعاف أضعاف ماكان يحمل روميل ومونتجمرى .. وكان لدينا مارشال المارشالات وكان يرتدى بدلة الجيش مع أنه لم يدخل معركة فى حياته وأحيانا يرتدى بدلة الطيران مع أنه لم يركب الا طائرة الخطوط البريطانية ويرتدى بدلة البحرية مع أنه لم يركب فى حياته الا مركب صيد ولدينا من المارشالات والجنرالات على كل صنف ولون .
المذيع : على هذا فأنتم تخافكم الجيوش وتعمل حسابكم الدول ؟
الحمار : بل نحن مطمع لكل الدول وأرضنا محتله بأحقر عساكر خلق الله .
المذيع : ولماذا لا تسعون لتحرير أرضكم ولديكم كل هذا العدد من المارشالات والجنرالات ؟
الحمار : حاولنا وبعد ثلاث حروب مريره خضنا الرابعة من أجل التحريك .
المذبع : تقصد التحرير ؟
الحمار : حاشا لله بل أقصد التحريك فقد أردنا فقط أن نحرك القضية كى تتولى أمريكا بعد ذلك حل القضية بالمناقشة والمناغشة .
المذيع : وهل تسترد الأرض بالمناقشة والمناغشة ؟
الحمار : حتما .. فعندما نجلس نتباوس ونتباحث وتدور علينا أكواب الشاى والقهوة .. نقسم بالله أن نأخذ غزة ونخجل من كرم اليهود ونعطيهم أريحا ثم نقسم بالطلاق أن نأخذ القدس لكى نذهب اليها ونصلى ويرق قلبنا فنعطى الخليل لليهود لكى يذهبوا اليها ويصلوا وهكذا تحل القضية فى الصنية وتعالج القضايا فى المرايا .
المذيع : طيب ومارشال البر والبحر والجو ما حاجتكم اليه اذا كانت الأمور هكذا سهلة ؟
الحمار : نحتاجهم فى أعمال أخرى صحيح ليست محورية ولكنها ضرورية .. فمع أن عدونا معروف والطريق اليه مرصوف .. لكننا رحنا نجربهم فى اتجاهات أخرى غير الاتجاه الذى ينبغى أن نتجه اليه .. ولدينا حروب محلية صنع بلدنا القتلى فيها من أبنائنا والأسرى من أولادنا ونحن فيها المنتصرون والمنهزمون فحزب الله ضد حزب الملائكة ومنظمة أمل ضد منظمة حنان وجعجع ضد عون وأبو نضال ضد أبو كفاح وأبو خنجر ضد أبو مطوة .
المذيع : وهل هذه المعارك للتدريب تمهيدا لقتال الأعداء ؟
الحمار : لا بل هى الهدف وغاية المراد من رب العباد .. ولدينا الآن والحمد لله أسرى من بيروت الغربية فى بيروت الشرقية وأسرى من البقاع فى جبل لبنان وعندما تتطور الحرب باذن الله سيكون لدينا أسرى من المغرب فى الجزائر ومن دمشق فى بغداد ومن موريتانيا فى الصومال ومن منظمة فتح فى سجون حماس .
المذيع : ولكن من أين لكم كل هذا السلاح الذى تحاربون به بعضكم على مدى الأربع وعشرون ساعة ؟
الحمار : السلاح عندنا على قفا من يشيل نستورده بالمليارات من الخارج وأغلبه يصدأ لدينا فى المخازن لأن حروبنا الأهلية المحدودة ليست فى حاجة الى كل هذا السلاح .. ولدينا طائرات الأواكس من النوع الذى يسمع دبيب النملة فى القطب الشمالى وكانت خمس طائرات منها فى الجو عندما خرج الطيران الاسرائيلى ووصل الى بغداد ونسف المفاعل النووى العراقى وعاد فى سلام الله وأمانه دون أن تراها الأواكس أو تشعر بوجودها على الاطلاق .
المذيع : وهل لديكم مفاعل نووى ؟
الحمار : كان لدينا فى يوم من الأيام قبل أن يدمره العدو ويحيله الى كوم من التراب .
المذيع : اذن لديكم علماء ذرة ؟
الحمار : لدينا علماء ذرة ضعف علماء فرنسا تقريبا ولكن نصفهم هاجر واشتغل عند الأمريكان والنصف الأخر قتلهم الأعداء واحد تلو الآخر .
المذيع : ولماذا لا تحمون علمائكم حتى لا يقتلهم الأعداء ؟
الحمار : اننا نحرسهم والأعداء يقتلونهم فى نفس الوقت .
المذيع : كيف ؟
الحمار : اننا نحرسهم من الخلف فيقتلونهم من الأمام ونحرسهم من الأمام فيقتلونهم من الخلف نحرسهم من الأمام والخلف فيقتلونهم من الجنب نحرسهم من الجنب ونحرسهم من الأمام والخلف فيقتلونهم من فوق أو من تحت .. لم نعد ندرى من أين يأتيهم الموت مع أننا من حولهم حتى اقتنعنا فى النهاية بأنها عين وصابتنا وأن قتلهم هو نتيجة الحسد والقر .. ولذلك اقترح بعضنا أن نعلق على المفاعل يافطة " ياناس يا شر بطلوا قر " .
المذيع : فى حديثك عن بلادك أيها الحمار الطيب ذكرت الصحراء أكثر من مرة فهل أفهم أن بلادكم كلها صحراء عجفاء ؟
الحمار : فى الواقع أن الصحراء فى بلادنا لها مكانة و 99 فى المائة من بلادنا صحراوات ونحن نحب الصحراء ونعشقها لدرجة أننا أنشأنا جمهورية جديدة اسمها الجمهورية الصحراوية تعبيرا عن حبنا وتقديرنا واحترامنا لها .. والصحراء لها عندنا أكثر من اسم فاسمها فى شهادة الميلاد الصحراء واسم الدلع البيداء ولها أسماء أخرى كالفيافى والخلاء .. وهذه الصحراء هى التى صنعت أمجادنا فى الزمن المجيد البعيد وقبل أن نتحول من بنى آدميين الى حمير وأنجبت الصحراء أبطالنا من عنتر العبسى الى خالد بن الوليد الى عمرو بن العاص الى سعد بن أبى وقاص الى عبيدة بن الجراح الى موسى بن نصير وطارق بن زياد .
المذيع : خبرنى أيها الحمار المتمرس عن خطوات البناء فى بلادكم ؟
الحمار : فى بعض الأجزاء من بلادنا الحميرية جزر كانت مهجورة ودرجة الحرارة فيها أعلى من جهنم والرطوبة تخنق الكائنات الحية .. ولكننا زودناها بالهواء المنعش وزرعناها بالورد المزركش وجعلناها مثل سفينة نوح فيها من كل زوج اثنين .. حمير تلاقى أسود تلاقى نمور تلاقى قرود تلاقى .. واستوردنا لها غزلان من لندن وباريس تسرح وتمرح غزلان بالبكينى وغزلان زلط ملط وغزلان سبحان الذى صور والذى كور والذى جعل الصدور بهذا البروز .. غزلان العيون زرق والشعر أصفر والنهود كما الجنود واقفة ومستعدة والرقبة كما العقبة والأكتاف ياخفى الألطاف .. غزلان لزوم المزاج والفرفشة لكى يعود الشيخ الى صباه .
المذيع : اذن عندكم تخطيط للبناء وتحقيق الأهداف ؟
الحمار : التخطيط ليس أكثر منه فى العصر الحميرى والعصر الحميرى كله مشغول بالتخطيط لبناء الهحمات واحراز الأهداف .. ولدينا من أجل هذا التخطيط العشرات من الخبراء الأجانب بعضهم يحصل على دخل سنوى لم يحصل عليه امبراطور الصين .. ولدينا مخطط أدى تخطيطه الى هزبمة منتخبه الذى يدربه وبالرغم من ذلك تنهال عليه المكافآت والاكراميات من كل صوب وحدب .. المهم يستمع المخطط الى اقتراحات الشيخ وينفذ رغبات الأمير ويطبق خطة الرئيس .
المذيع : انت تتكلم عن التخطيط فى الكورة وأنا أتكلم عن التخطيط فى الدولة ؟
الحمار : أعوذ بالله من غضب الله .. التخطيط فى أمور الدولة تجديف وتخريف وتحد للمشيئة .. وأمور الدولة تمشى بالبركة .. والله جاب الله خد هو الشعار المرفوع .. والخطة الخمسية هى اصرف مافى الجيب يأتيك مافى الغيب .. وفى الاقتصاد نحن نسير حسب نظرية اقتصادية لا تخر المية نظرية يابخت من نفع واستنفع ومن هذه النظرية الحميرية تتفرع نظريات أخرى أهمها نظرية شيلنى وأشيلك وكلها نظريات أثبتت جدواها .
المذيع : اذا ليس لديكم وزراء للتخطيط ؟
الحمار : بل لدينا منهم عدد يفوق عدد المشجعين فى مباراة فى كأس العالم .. ومهمتهم الأولى التخطيط للماضى .. بعضهم يؤيد العودة الى الوضع الاقتصادى فى عصر سمعان والبعض يطالب بضرورة الالتزام بالقواعد التى كان معمولا بها فى عصر عباس والبعض ينادى بتطبيق اقتصاد السلطنة .. ولكن هناك اتفاق بين الجميع على أن البركة هى الأساس وأن الرك على النية .
المذيع : سيدى الحمار نظرا لضيق الوقت وانتهاء وقت البرنامج نكتفى بهذا القدر من شهادتك على العصر الحميرى ولنا لقاء آخر بمشيئة الله شكرا لك سيدى الحمار مع وعد بلقاء آخر .
وهذا أحمر محمور يحيكم من لندن
تحياتى
منقول من كتاب
الكاتب الساخر/ محمود السعدنى
أعزائى أعضاء منتديات الفلاحين الكرام , بعد قيامى بنشر حديث حمار جارى العزيز على منتدانا الكريم , أصبح الحمار المحظوظ نجما لامعا ووجبها من كبار الشخصيات فى المجتمع الحميرى وقد سلطت عليه الأضواء والشهرة , وتتهافت عليه الفضائيات لاستضافته والظهور معها فى برامحها الحوارية , وكان له هذا الحوار على قناة الحظيرة الفضائية , مع المذيع الامع/ أحمر محمور , والذى صال فيه وجال , وأدلى بدلوه فى كل الأمور والقضايا التى تهم شريحة واسعة من المجتمع الحميرى .
اليكم نص الحوار
المذيع : بداية أرحب بكم أعزائى المشاهدين الكرام وهذا أحمر محمور يحييكم من لندن وحلقة جديدة من برنامج شاهد على العصر وضيفى وضيفكم هو الدكتور / حمار بن حمير آل جحش الباحث والمتخصص فى قضايا الشرق الأوسط والعصر الحميرى وأمور النهيق والرفس .
المذيع : فى البداية سبدى الحمار ياريت تعرفنا على العصر الحميرى .
الحمار : كسائر العصور فيه الحمير تأكل وتشرب وتعمل وتنام مثلهم مثل دول العالم الثالث وأغلبهم من ذوات الكراسى والمناصب فمنهم وزراء وزعماء وعلماء والعجب العجاب .
المذيع : علماء قلت علماء وهل يوجد فى العصر الحميرى علماء؟
الحمار : نعم علماء وحملة الدكتوراه .
المذيع : هل عندكم علماء ذرة ؟
الحمار : نعم و لا .. نعم اذا كنت تقصد ذرات الشعير والحنطة ولا اذا كنت تقصد الذرة التى لاتتجزء هذه الذرة لا نعرفها ولا نسعى الى ذلك ولكن لدينا علماء فى الزغطة.
المذيع : وماهى الزغطة ؟
الحمار : هى علم فوق مستواكم والسبب أنكم تأكلون المسلوق ونحن نأكل الملفوف والمكبوس .
المذيع : مامكان بلدكم على الخريطة ؟
الحمار : لا مكان لها على الخريطة الدولية أما ان قصدت الموقع الجغرافى فهى من المحيط الى الخليج أهلها أحياء وغير أحياء .
المذيع : هل هناك بلاد تعيش فى القرن العشرين بهذا الوصف ؟
الحمار : ومن قال لك أنها تحيا فى القرن العشرين .. قل فى القرن العشرين قبل الميلاد أو العشرين قبل التاريخ والجغرافيا وعلوم الجبر والحساب ومع ذلك فالأمور ليست سيئة ومظلمة .
المذيع : اذن لديكم نقط مضيئة وانجازات ؟
الحمار : بالطبع عندنا اختراعات لا أظن عندكم مثلها .
المذيع : اضرب مثلا لذلك ؟
الحمار : عندنا اختراع عسكرى الدرك واختراع آخر اسمه المخبر وهو طويل وعريض كف يده مثل المطرقة اذا ضرب به رجلا على قفاه انكفأ على وجهه واذا ضربه على وجهه انكفأ على قفاه انه تجسيد حى لشعار الكفاية والعدل .. يكفية على وجهه وهذه هى الكفاية ويعدله على قفاه وهذا هو العدل .. ويجوس بالليل خلال الديار يعكم كل من يلقاه فى الطريق من رجال وأفندية ويربط الجميع فى حبل تعبيرا عن اتحاد قوى الشعب العاطلة ثم يسحب الجميع الى الحجز .
المذيع : وماهو الحجز ؟
الحمار : الحجز فى العصر الحميرى غرفة بلا باب وشباك أرضيتها أسفلت وحيطانها زفت وفى هذا الحجز يمكن لأى شرطى أن يلقى أى مواطن عددا من الأيام مع أننا فى العصر الحميرى أبناء وطن واحد من الخليح الى المحيط تحت سيادة القانون .
المذيع : ولكن كيف تسير الأمور فى بلادكم هكذا تحت سيادة القانون ؟
الحمار : فى بلادنا كل شىء ممكن وجائز فالحجز موجود والقانون موجود وبينهما تعايش سلمى وهما يسيران على خطين متوازيين ولا يلتقيان والناس لا تعترض ولا تغضب فكل ماخلق الله له حكمة حتى السجن .
المذيع : اذن الحجز هو السجن ؟
الحمار : لا السجن اختراع حضارى فيه السجان مسئول عن السجين عن طعامه ودوائه وعن يوم محددلاطلاق سراحه أما الحجز اختراع حميرى فلا أكل ولا دواء ولا افراج .
المذيع : وهل مات أحد فى الحجز ؟
الحمار : لايهم فالموت عندنا هو خلاص من حياة هى فى الواقع تأديب وتهذيب واصلاح .
المذيع : هل لديكم قضاء كما لدى الآخرين ؟
الحمار : نعم كل شىء موجود فاذا كان لدى الأخرين قضاء فلدينا القضاء والقدر .. واذا كان لديهم حكومات فلدينا عكومات مهمتها عكم كل حمار ينهق فى وجهها أو يرفث فى ظهرها وفى بلادنا المواطن متهم حتى تثبت ادانته .
المذيع : تقصد برىء حتى يثبت ادانته .
الحمار : أعلم ولكن هذا ميدأ لا يصلح للمجتمع الحميرى .
المذيع : على ذلك فالحياة قاسية والمعيشة لا تطاق ؟
الحمار : بالعكس .. الحياة آخر سبهلله وصهلله والناس تتكاثر وتتوالد عن طريق الانقسام والسماء صافية والشمس مرعرعة والناس اخر رضا وانسجام والمكتوب على الجبين لازم تشوفه العين .
المذيع : أيها الحمار العبقرى حدثنى كبف تكون حمارا وعبقريا فى نفس الوقت ؟
الحمار : انها صفه لبست مكتسبة ولكنها جائتنى بالوراثة فجدى الأول كان حمارا وأستاذا .. وجدى السابق حمارا وزعيما .. وجدى الأسبق حمارا وفلاحا .. وجدتى رحمها الله كانت حمارة وعالمة .
المذيع : جدتك كانت عالمة من العلماء ؟
الحمار : لا بل كانت عالمة من العوالم وهى جمع عالمة .
المذيع : ومن هم العوالم التى تقصد ؟
الحمار : قبل أن أشرح لك هل ذهبت يوما الى لبنان ؟
المذيع : لا .
الحمار : عظيم أريد أن أوضح لك أن لبنان جزء من بلادنا وأرضنا .
المذيع : كيف تكون لبنان جزء من أرضكم وأنت قلت بأنك مصرى .
الحمار : هذه هى الحقيقة بلادنا من المحيط الى الخليج وطن واحد ولكن بعض الأجزاء أخذت لنغسها أسماء حركية مثل لبنان وسوريا وليبيا واليمن والمغرب والخليج .
المذيع : ولكن لماذا اسماء حركية هل هى لخداع أنفسهم أم لخداع الآخرين ؟
الحمار : لهذا ولا ذاك ولكن العائلة عندما خابت تشتت وتقسمت وتمزق العلم فصار عدة اعلام وانقسم الزعيم وخرج من بين ضلوعه عدة ملوك ورؤساء وامراء المهم نرجع للبنان .
المذيع : صحيح كنا نتحدث عن لبنان .
الحمار : لبنان ينقسم الى مليون لبنانى وكل لبنانى دولة قائمة بذاتها وله دينه وكتبه ورسله التى نزلت عليه رأسا من السماء .. وكل مواطن من طائفة ضد مواطنه من الطائفة الأخرى
وهذا هو بيت القصيد هل تعرف بيت القصيد ?
المذيع : لا .
الحمار : بيت القصيد أفضل بيت شعر فى القصيدة ونحن أهل العصر الحميرى مولعون باستخدام أفضل التفضيل .. بمعنى هذا البيت أفضل هذا الرجل اعظم هذا اليوم أخلد وهذا اكرم وهذا ابخل ولنا سبهلله فى اطلاق الألقاب .. فمثلا أيامنا كلها خالدة وخطب زعمائنا كلها تاريخية وكلما تولى زعيم منصبه أصبح يوم توليه ثورة .. وعندنا ثورات بعدد شعر الرأس ثورة الفاتح من سبتمبر وثورة القافل من نوفمبر وثورة 23 عبده وثورة البعث والمليون وثورة 31 أمشير وكل ثوراتنا غيرت وجه التاريخ والجغرافيا وكل كتب السماء نزلت لنا وعليناوالحمدلله .. لكن لشدة حموريتنا أضفنا اليها كتب من تأليفنا فلدينا كتاب أخضر وأصفر وأزرق وهى كتب فلسفية ميتافيزقية تبحث فى شئون الفضاء وما وراء الأفق .
المذيع : وماذا عن الوقت لديكم ؟
الحمار : غير مهم فالقطار عندنا اذا انطلق من القاهرة قاصدا مركز أشمون أومن بغداد قاصدا الفالوجا أو من دمشق الى حماة فهو بنطلق بمزاجه وعل كيفه ولا يحدد وقت لوصوله لأن فى التحديد تحديا للمشيئة وهو سيصل حسب المشيئة وان لم يصل على الاطلاق فهذه ارادة السماء .. والأهل يودعن المسافر من مكان الى مكان لأن المسافر مفقود والقطار أيضا مفقود مفقود ياولدى .
المذيع : ماذا عن السياسة ؟
الحمار : نحن نسميها سياسة وكياسة نرفع شعار التحرير ونوقع المعاهدات السرية للتبعية والاحتلال .. نتكلم عن الكفاح المسلح ونجعله كفاح مشلح .. نحارب الاستعمار ونقبض من مخابراته ندعو الى العدالة الاجتماعية ونؤسس الشركات بأسماء نسائنا أنتم تسمونها حمورية لكن نحن نسميه كياسة وسياسة فتح عينك تأكل ملبن .
المذيع : أفهم من ذلك أنه لايوجد فى بلادكم حمير فى المعارضة ؟
الحمار : انهم كثيرون فعندنا معارضة بمرتب ومعارضة بمكافأة وحكوميون معارون للمعارضة ومناضلون يركبون المرسيدس وعندنا قادة منظمات مسلحة دفاتر شيكاتهم أطول من الشريط الحدودى بيننا وبين اسرائيل .. فالذين يعارضون النظام فى سوريا يقيمون فى العراق والمعارضون للعراق يقيمون فى ليبيا والذين يرفضون قراءة الكتاب الأخضر بقيمون فى مصر والمعارضون لمصر يقيمون فى لبنان وفى بلادنا أحزاب معارضة تشتغل بأعمال الكهرباء .
المذيع : أنت تقصد أن المعارضون تخلوا عن رسالتهم ؟
الحمار : أبدا .. المصيبة أنهم لابزالون يعلنون أنهم من المد الثورى المتحنجر فى الحنجورى من أجل تعاظم قوى الشعب المتقعر وقيام عالم تسوده الحلبسة والأدوسة .
أنا أعرف نموذج معارض من عائلة ثرية وهو ثرى أمثل يمتلك حسابات فى البنوك وحاصل على جائزة عبد الناصر من موسكو وجائزة فرانكو من السودان وهو فى الرواية ينافس نجيب محفوظ وفى الشعر ينافس أحمد شوقى وهو قبل وبعد ذلك شيوعى قبل ماركس وناصرى قبل عبد الناصر وانفتاحى فى مرحلة السادات .
المذيع : أعتقد أنك تبالغ ياحمارى العزيز ؟
الحمار : بالعكس .. والحقيقة أسوأ من هذا بكثير فمثلا - نحن نعيش فى رقعة أرض واحدة ونتكلم لغة واحدة ونعبد الها واحدا ومع ذلك كل عشرة أمتار نحتاج الى تأشيرة دخول وتغيير عملة واقامة وأحيانا نحتاج الى كفيل .. ولدينا فوق ذلك العشرات من الرؤساء والملوك والأمراء وبعض السلاطين ولدينا حكومات ووزارات ومئات اللوائح والقوانين .
زمان فى بلادنا خرج رجل فقير اسمه ابن بطوطة خرج من طنجة الى بلاد الله لخلق الله ولف بلاد العرب ولم يسأله أحد عن تأشيرة أو جواز سفر ونزل فى كل مكان أهلا وسهلا وكان هذا قبل حلول العصر الحميرى الذى نحياه الآن .. ترى ماذا يحدث الأن لو جاء ابن بطوطة آخر واراد ان يلف بلاد العرب سيقضى نحبة قبل ان يستطيع الحصول على التأشيرة فاذا حصل عليها قبل الموت لابد أن يحصل له على كفيل .
المذيع : وماذا عن انتخاب الحكام ؟
الحمار : نحن لا ننتخب حكامنا ولا نختارهم بل يهبطون على رؤسنا وينزلون بنا كما الكارثة ولا فكاك منهم الا بالمنقذ عزرائيل .
المذيع : أعوذ بالله اذن أنتم لا تعرفون الانتخابات ؟
الحمار : بل نحن أكثر خلق الله اجراء للانتخابات ونتائجها معروفة باذن الله 99,9 فى المية .
المذيع : وتستخدمون الكمبيوتر فى معرفة نتائج الانتخابات ؟
الحمار : بل نستخدم اختراعا أحدث هو الكذبيوتر انه اختراع له قدرة فائقة على حصر الشاردة والواردة وهو يضع فى خانة اللذين قالوا نعم حتى الشجر والحجر وأحيانا يضيف الموتى فنحن نريد لحكامنا أن يبدأوا حكمهم ومعهم تفويض من جميع الأمة أحياء وأموات .
المذيع : وهل يشرف القضاء على الانتخابات ؟
الحمار : وما علاقة القضاء بهذا الأمر حاشا لله ان الذى يشرف على الانتخابات هو الشاويش .
المذيع : ومن هو الشاويش ؟
الحمار : الشاويش عصب الحياة ومحورها فى بلادنا وستجد هذا الشاويش فى بلادنا فى كل مكان فى الشارع والمطار والمحكمة وفى المدارس والجامعات .
المذيع : وهل يذهب الشاويش الى الجامعة ليتعلم ؟
الحمار : بل يذهب ليعلم المتعلمين الأدب والنظام ووسيلته فى التعليم سهلة وبسيطة خاصة فى المظاهرات فى البداية يعالج الأمر بالعصا فان أفلح كان بها والا فبالقنابل والرصاص .. وفى بلادنا حرس للجامعة وكأن الجامعة متهم يخشى هروبه فلابد له من حرس .
المذيع : قل لى سيدى الحمار هل تهتمون بالمناصب والألقاب أم أنكم فى العصر الحميرى تطبقون نظرية " الاسطبلزم " ولا تهتمون بالمناصب والألقاب ؟
الحمار : بالعكس نحن أكثر أهل الأرض ألقاب ونياشين فلدينا الأخ القائد والأخ العقيد والأخ المناضل والمجاهد وسيف الاسلام وقذاف الدم .
المذيع : ولكن هل لديكم مارشالات وجنرالات ؟
الحمار : نعم خد عندك فى حرب 48 كان على الجبهة ثمانية مارشالات عظام منهم المرشال أبو حنيك وعدد من الجنرالات منهم الجنرال حيدر والجنرال جبار وجنرال موترز وكل منهم يحمل على صدره نياشين أضعاف أضعاف ماكان يحمل روميل ومونتجمرى .. وكان لدينا مارشال المارشالات وكان يرتدى بدلة الجيش مع أنه لم يدخل معركة فى حياته وأحيانا يرتدى بدلة الطيران مع أنه لم يركب الا طائرة الخطوط البريطانية ويرتدى بدلة البحرية مع أنه لم يركب فى حياته الا مركب صيد ولدينا من المارشالات والجنرالات على كل صنف ولون .
المذيع : على هذا فأنتم تخافكم الجيوش وتعمل حسابكم الدول ؟
الحمار : بل نحن مطمع لكل الدول وأرضنا محتله بأحقر عساكر خلق الله .
المذيع : ولماذا لا تسعون لتحرير أرضكم ولديكم كل هذا العدد من المارشالات والجنرالات ؟
الحمار : حاولنا وبعد ثلاث حروب مريره خضنا الرابعة من أجل التحريك .
المذبع : تقصد التحرير ؟
الحمار : حاشا لله بل أقصد التحريك فقد أردنا فقط أن نحرك القضية كى تتولى أمريكا بعد ذلك حل القضية بالمناقشة والمناغشة .
المذيع : وهل تسترد الأرض بالمناقشة والمناغشة ؟
الحمار : حتما .. فعندما نجلس نتباوس ونتباحث وتدور علينا أكواب الشاى والقهوة .. نقسم بالله أن نأخذ غزة ونخجل من كرم اليهود ونعطيهم أريحا ثم نقسم بالطلاق أن نأخذ القدس لكى نذهب اليها ونصلى ويرق قلبنا فنعطى الخليل لليهود لكى يذهبوا اليها ويصلوا وهكذا تحل القضية فى الصنية وتعالج القضايا فى المرايا .
المذيع : طيب ومارشال البر والبحر والجو ما حاجتكم اليه اذا كانت الأمور هكذا سهلة ؟
الحمار : نحتاجهم فى أعمال أخرى صحيح ليست محورية ولكنها ضرورية .. فمع أن عدونا معروف والطريق اليه مرصوف .. لكننا رحنا نجربهم فى اتجاهات أخرى غير الاتجاه الذى ينبغى أن نتجه اليه .. ولدينا حروب محلية صنع بلدنا القتلى فيها من أبنائنا والأسرى من أولادنا ونحن فيها المنتصرون والمنهزمون فحزب الله ضد حزب الملائكة ومنظمة أمل ضد منظمة حنان وجعجع ضد عون وأبو نضال ضد أبو كفاح وأبو خنجر ضد أبو مطوة .
المذيع : وهل هذه المعارك للتدريب تمهيدا لقتال الأعداء ؟
الحمار : لا بل هى الهدف وغاية المراد من رب العباد .. ولدينا الآن والحمد لله أسرى من بيروت الغربية فى بيروت الشرقية وأسرى من البقاع فى جبل لبنان وعندما تتطور الحرب باذن الله سيكون لدينا أسرى من المغرب فى الجزائر ومن دمشق فى بغداد ومن موريتانيا فى الصومال ومن منظمة فتح فى سجون حماس .
المذيع : ولكن من أين لكم كل هذا السلاح الذى تحاربون به بعضكم على مدى الأربع وعشرون ساعة ؟
الحمار : السلاح عندنا على قفا من يشيل نستورده بالمليارات من الخارج وأغلبه يصدأ لدينا فى المخازن لأن حروبنا الأهلية المحدودة ليست فى حاجة الى كل هذا السلاح .. ولدينا طائرات الأواكس من النوع الذى يسمع دبيب النملة فى القطب الشمالى وكانت خمس طائرات منها فى الجو عندما خرج الطيران الاسرائيلى ووصل الى بغداد ونسف المفاعل النووى العراقى وعاد فى سلام الله وأمانه دون أن تراها الأواكس أو تشعر بوجودها على الاطلاق .
المذيع : وهل لديكم مفاعل نووى ؟
الحمار : كان لدينا فى يوم من الأيام قبل أن يدمره العدو ويحيله الى كوم من التراب .
المذيع : اذن لديكم علماء ذرة ؟
الحمار : لدينا علماء ذرة ضعف علماء فرنسا تقريبا ولكن نصفهم هاجر واشتغل عند الأمريكان والنصف الأخر قتلهم الأعداء واحد تلو الآخر .
المذيع : ولماذا لا تحمون علمائكم حتى لا يقتلهم الأعداء ؟
الحمار : اننا نحرسهم والأعداء يقتلونهم فى نفس الوقت .
المذيع : كيف ؟
الحمار : اننا نحرسهم من الخلف فيقتلونهم من الأمام ونحرسهم من الأمام فيقتلونهم من الخلف نحرسهم من الأمام والخلف فيقتلونهم من الجنب نحرسهم من الجنب ونحرسهم من الأمام والخلف فيقتلونهم من فوق أو من تحت .. لم نعد ندرى من أين يأتيهم الموت مع أننا من حولهم حتى اقتنعنا فى النهاية بأنها عين وصابتنا وأن قتلهم هو نتيجة الحسد والقر .. ولذلك اقترح بعضنا أن نعلق على المفاعل يافطة " ياناس يا شر بطلوا قر " .
المذيع : فى حديثك عن بلادك أيها الحمار الطيب ذكرت الصحراء أكثر من مرة فهل أفهم أن بلادكم كلها صحراء عجفاء ؟
الحمار : فى الواقع أن الصحراء فى بلادنا لها مكانة و 99 فى المائة من بلادنا صحراوات ونحن نحب الصحراء ونعشقها لدرجة أننا أنشأنا جمهورية جديدة اسمها الجمهورية الصحراوية تعبيرا عن حبنا وتقديرنا واحترامنا لها .. والصحراء لها عندنا أكثر من اسم فاسمها فى شهادة الميلاد الصحراء واسم الدلع البيداء ولها أسماء أخرى كالفيافى والخلاء .. وهذه الصحراء هى التى صنعت أمجادنا فى الزمن المجيد البعيد وقبل أن نتحول من بنى آدميين الى حمير وأنجبت الصحراء أبطالنا من عنتر العبسى الى خالد بن الوليد الى عمرو بن العاص الى سعد بن أبى وقاص الى عبيدة بن الجراح الى موسى بن نصير وطارق بن زياد .
المذيع : خبرنى أيها الحمار المتمرس عن خطوات البناء فى بلادكم ؟
الحمار : فى بعض الأجزاء من بلادنا الحميرية جزر كانت مهجورة ودرجة الحرارة فيها أعلى من جهنم والرطوبة تخنق الكائنات الحية .. ولكننا زودناها بالهواء المنعش وزرعناها بالورد المزركش وجعلناها مثل سفينة نوح فيها من كل زوج اثنين .. حمير تلاقى أسود تلاقى نمور تلاقى قرود تلاقى .. واستوردنا لها غزلان من لندن وباريس تسرح وتمرح غزلان بالبكينى وغزلان زلط ملط وغزلان سبحان الذى صور والذى كور والذى جعل الصدور بهذا البروز .. غزلان العيون زرق والشعر أصفر والنهود كما الجنود واقفة ومستعدة والرقبة كما العقبة والأكتاف ياخفى الألطاف .. غزلان لزوم المزاج والفرفشة لكى يعود الشيخ الى صباه .
المذيع : اذن عندكم تخطيط للبناء وتحقيق الأهداف ؟
الحمار : التخطيط ليس أكثر منه فى العصر الحميرى والعصر الحميرى كله مشغول بالتخطيط لبناء الهحمات واحراز الأهداف .. ولدينا من أجل هذا التخطيط العشرات من الخبراء الأجانب بعضهم يحصل على دخل سنوى لم يحصل عليه امبراطور الصين .. ولدينا مخطط أدى تخطيطه الى هزبمة منتخبه الذى يدربه وبالرغم من ذلك تنهال عليه المكافآت والاكراميات من كل صوب وحدب .. المهم يستمع المخطط الى اقتراحات الشيخ وينفذ رغبات الأمير ويطبق خطة الرئيس .
المذيع : انت تتكلم عن التخطيط فى الكورة وأنا أتكلم عن التخطيط فى الدولة ؟
الحمار : أعوذ بالله من غضب الله .. التخطيط فى أمور الدولة تجديف وتخريف وتحد للمشيئة .. وأمور الدولة تمشى بالبركة .. والله جاب الله خد هو الشعار المرفوع .. والخطة الخمسية هى اصرف مافى الجيب يأتيك مافى الغيب .. وفى الاقتصاد نحن نسير حسب نظرية اقتصادية لا تخر المية نظرية يابخت من نفع واستنفع ومن هذه النظرية الحميرية تتفرع نظريات أخرى أهمها نظرية شيلنى وأشيلك وكلها نظريات أثبتت جدواها .
المذيع : اذا ليس لديكم وزراء للتخطيط ؟
الحمار : بل لدينا منهم عدد يفوق عدد المشجعين فى مباراة فى كأس العالم .. ومهمتهم الأولى التخطيط للماضى .. بعضهم يؤيد العودة الى الوضع الاقتصادى فى عصر سمعان والبعض يطالب بضرورة الالتزام بالقواعد التى كان معمولا بها فى عصر عباس والبعض ينادى بتطبيق اقتصاد السلطنة .. ولكن هناك اتفاق بين الجميع على أن البركة هى الأساس وأن الرك على النية .
المذيع : سيدى الحمار نظرا لضيق الوقت وانتهاء وقت البرنامج نكتفى بهذا القدر من شهادتك على العصر الحميرى ولنا لقاء آخر بمشيئة الله شكرا لك سيدى الحمار مع وعد بلقاء آخر .
وهذا أحمر محمور يحيكم من لندن
تحياتى
منقول من كتاب
الكاتب الساخر/ محمود السعدنى