محسوبك عربـــي أحمر
كلنا نعلم أن السكان الأصليون للأمريكتين الشمالية والجنوبية هم الهنود الحمر ولا نعلم من أطلق عليهم هذا الأسم ولماذا ولكن أغلب الظن أنهم ربما يشبهون أهل الهند شكلا ولونا مع أنني أجدهم خليط بين الهنود والصينيون .
ويقال أنهم في الأصل قبائل هندية مختلطة مثل الأفعان وألأوزبك كانوا قد غامروا وركبوا البحر حتى حطت قواربهم الشراعية البدائية بمن تبقى منهم على شواطيىء ألأمريكيتين وتناسلوا وعاشوا عليها هناك كقبائل لكل قبيلة أرضها التي تملك عليها السيطرة والسيادة وتدافع عنها ضد تعديات القبائل الأخرى حتى جاء الرجل الأبيض فلم يميز في قتلهم أحدا .
بالأمس كنت في زيارة عمل وكان لدي موعد محدد مسبقا مع مدير شركة وكانت المرة الأولى التي أتعرف بها عليه وعلى شركته وكان هذا استرالي الجنسية " من البيض " .
لأن استراليا أيضا حالها حال الأمريكيتين لها أهلها ألأصليون الذين لم يسلموا من بطش الرجل الأبيض كذلك نيوزلندا.
تحدثنا كثيرا في أمور العمل وشربنا ما شربنا من "السوفت درنك خالي وابن خالي من الكحول " والقهوة وقبل أن أنصرف سألني عن جنسيتي بطريقة سمجة : حضرتك هندي ؟
قلت نعم ولكننني هندي من غير الهند.
أجاب : لم أفهم هذا اذا لم تكن هنديا من الهند فمن أي هند تكون ؟
كان على طرف لساني أن أجيبه أنني أتبع هند بنت أبي عتبة ولكنني خشيت أن يكون قد قرأ عنها ثم نقع في سين جيم فهؤلاء المناجيس لديهم أجهزة مخابراتية بامكانها أن تصور لك الطريقة التي قتل بها سيدنا حمزة بالتفصيل كذلك مقتل حمزة الطفل الأول وليس الأخير .
فقلت له ساشرح لك : هل أنت استرالي من استراليا؟
رفع رأسة ونفخ وصدرة كذلك أوداجه وقال بصوت أجش بتكبرنعم بالطبع أنا استرالي .
قلت : أبـــا عن جــــد.
قال : نعم جدي وجدتي قدما معا الى استراليا وأنجبا والدي وتزوج والدي بوالدتي وأنجباني وربياني صغيرا وعلماني كبيرا وها أنا أقف أمامك استرالي .
قلت أنعم ..... وأكرم... حسنا حسنا ... هون عليك لم أقصد الاساءة ولكن التاريخ لايتفق مع كلامك .
فضرب بيده على الطاولة وقال أي تاريخ هذا الذي تتكلم عنه نحن من يصنع التاريخ ثم أردف سائلا قل لي أنت هل صنع اولئك الحفاة العراة أي تاريخ ؟
قلت أتفق أنكم صنعتم تاريخا ولكن ماذا كان وقعه على حضارتكم فالتاريخ شيىء والحضارة شيىء أخر كما تعلم ، يا رجل كان هناك شعب المايا في ألأمريكيتين وله حضارة يعترف بها التاريخ فكيف تنكر على الشعوب تاريخها والتاريخ والشواهد والأثار لازالت تتحدث عن حضارة شعب المايا.
فضرب على الطاولة مرة أخرى ثم قهقه هازءا وقال أي مايا وأي حضارة مايا تلك التي تتحدث عنها وكانوا يقدمون البشر قرابين لألهتهم والكهنة ، أي حضارة تلك التي تتحدث عنها وكان هؤلاء" النوماد" ويقصد المتخلفين الرحل يأكلون اللحم نيئا ويخرمون أنوفهم وأذانهم ويشبكون فيها أعوادا خشبية ويطلون أجسادهم بألوان الطيف في طقوس التخلف والجهل حتى أتيناهم.
قلت حسنا ، أتيتموهم الى بلادهم فماذا فعلتم بهم هل رفعتم من مستواهم هل رقيتموهم الى مستوى حضارتكم ؟
لقد نكلتم بهم ولازال معظم من تبقى منهم الأن يعيشون في محميات معزولة ومفروض عليها السياج ،هل تعلم ياسيدي أن قبائل الأزدك لوحدها في أمريكيا كانوا يزيدون عن ثلاثة ملايين نسمة قبل مقدمكم؟
انظر اليهم الأن انهم بضعة ألاف ، ثم استبقته وضربت له على الطاولة قبل أن يفعلها هو ثم تابعت هل حضارتكم لا تقوم الا على أساس من دماء الأبرياء أين حقوق الانسان التي صدعتم رؤوسنا بها اذن .
أجاب لاتنسى أن للزنوج حقوقهم الكاملة في المواطنة في أمريكيا وغيرها.
قلت نعم ولكن بعد ماذا ؟ بعد سرقتهم والاتجار بهم واستعبادهم ، لماذا تستثنون اذن أهل البلاد الأصليين من معادلة حضارتكم ؟
قبل أن تجيب على سؤالي دعني أنا أقول لك لماذا : لأنهم أهل البلاد الأصليون ولأن حضارتكم يا سيدي تنكر الأصول وبما أن الأصول هي النقاء فان حضارتكم تتعارض مع النقاء .
نظر الي نظرة حاقدة ، تنهد ثم تنفس الصعداء وحاول أن يخفف من الجو المتوتر بيننا ،ابتسم وقال
أكاد أن أجزم بأنك عربـــــــــــــــــــــــــــــي .
قلت نعم وعربـــــــي أحمـــــــــــــر اذا جازت التسمية .
غادرت مكتبه الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر الي بيتي ، عدت الى مكتبي الساعة الرابع مساءا .
فوجدت طلب الشراء المعتمد والموقع منه على مكتبي مع ملاحظة على ورقة ملاحظات صفراء اللون .
كتب عليها " الى العربي الأحمر مع كامل تقديري واحترامي "
سألتني سكرتيرتي الفلبينية ماذا يقصد بهذه الملاحظة وما هذا الاسم الذي أطلقه عليك ؟
فقلت لها مازحا لاتتدخلي فيما لايعنيك أيتها الشيريل الصفراء " حسب مفهوم حضارتهم طبعا " ما يهمك أنه رضخ للسعر والشروط وبصم بالعشرة اكتبي اليه ليعجل بالدفعة المتفق عليها مقدما .
ضحكت وأجابت حاضر ياسيدي العربي الأحمر
منقول
كلنا نعلم أن السكان الأصليون للأمريكتين الشمالية والجنوبية هم الهنود الحمر ولا نعلم من أطلق عليهم هذا الأسم ولماذا ولكن أغلب الظن أنهم ربما يشبهون أهل الهند شكلا ولونا مع أنني أجدهم خليط بين الهنود والصينيون .
ويقال أنهم في الأصل قبائل هندية مختلطة مثل الأفعان وألأوزبك كانوا قد غامروا وركبوا البحر حتى حطت قواربهم الشراعية البدائية بمن تبقى منهم على شواطيىء ألأمريكيتين وتناسلوا وعاشوا عليها هناك كقبائل لكل قبيلة أرضها التي تملك عليها السيطرة والسيادة وتدافع عنها ضد تعديات القبائل الأخرى حتى جاء الرجل الأبيض فلم يميز في قتلهم أحدا .
بالأمس كنت في زيارة عمل وكان لدي موعد محدد مسبقا مع مدير شركة وكانت المرة الأولى التي أتعرف بها عليه وعلى شركته وكان هذا استرالي الجنسية " من البيض " .
لأن استراليا أيضا حالها حال الأمريكيتين لها أهلها ألأصليون الذين لم يسلموا من بطش الرجل الأبيض كذلك نيوزلندا.
تحدثنا كثيرا في أمور العمل وشربنا ما شربنا من "السوفت درنك خالي وابن خالي من الكحول " والقهوة وقبل أن أنصرف سألني عن جنسيتي بطريقة سمجة : حضرتك هندي ؟
قلت نعم ولكننني هندي من غير الهند.
أجاب : لم أفهم هذا اذا لم تكن هنديا من الهند فمن أي هند تكون ؟
كان على طرف لساني أن أجيبه أنني أتبع هند بنت أبي عتبة ولكنني خشيت أن يكون قد قرأ عنها ثم نقع في سين جيم فهؤلاء المناجيس لديهم أجهزة مخابراتية بامكانها أن تصور لك الطريقة التي قتل بها سيدنا حمزة بالتفصيل كذلك مقتل حمزة الطفل الأول وليس الأخير .
فقلت له ساشرح لك : هل أنت استرالي من استراليا؟
رفع رأسة ونفخ وصدرة كذلك أوداجه وقال بصوت أجش بتكبرنعم بالطبع أنا استرالي .
قلت : أبـــا عن جــــد.
قال : نعم جدي وجدتي قدما معا الى استراليا وأنجبا والدي وتزوج والدي بوالدتي وأنجباني وربياني صغيرا وعلماني كبيرا وها أنا أقف أمامك استرالي .
قلت أنعم ..... وأكرم... حسنا حسنا ... هون عليك لم أقصد الاساءة ولكن التاريخ لايتفق مع كلامك .
فضرب بيده على الطاولة وقال أي تاريخ هذا الذي تتكلم عنه نحن من يصنع التاريخ ثم أردف سائلا قل لي أنت هل صنع اولئك الحفاة العراة أي تاريخ ؟
قلت أتفق أنكم صنعتم تاريخا ولكن ماذا كان وقعه على حضارتكم فالتاريخ شيىء والحضارة شيىء أخر كما تعلم ، يا رجل كان هناك شعب المايا في ألأمريكيتين وله حضارة يعترف بها التاريخ فكيف تنكر على الشعوب تاريخها والتاريخ والشواهد والأثار لازالت تتحدث عن حضارة شعب المايا.
فضرب على الطاولة مرة أخرى ثم قهقه هازءا وقال أي مايا وأي حضارة مايا تلك التي تتحدث عنها وكانوا يقدمون البشر قرابين لألهتهم والكهنة ، أي حضارة تلك التي تتحدث عنها وكان هؤلاء" النوماد" ويقصد المتخلفين الرحل يأكلون اللحم نيئا ويخرمون أنوفهم وأذانهم ويشبكون فيها أعوادا خشبية ويطلون أجسادهم بألوان الطيف في طقوس التخلف والجهل حتى أتيناهم.
قلت حسنا ، أتيتموهم الى بلادهم فماذا فعلتم بهم هل رفعتم من مستواهم هل رقيتموهم الى مستوى حضارتكم ؟
لقد نكلتم بهم ولازال معظم من تبقى منهم الأن يعيشون في محميات معزولة ومفروض عليها السياج ،هل تعلم ياسيدي أن قبائل الأزدك لوحدها في أمريكيا كانوا يزيدون عن ثلاثة ملايين نسمة قبل مقدمكم؟
انظر اليهم الأن انهم بضعة ألاف ، ثم استبقته وضربت له على الطاولة قبل أن يفعلها هو ثم تابعت هل حضارتكم لا تقوم الا على أساس من دماء الأبرياء أين حقوق الانسان التي صدعتم رؤوسنا بها اذن .
أجاب لاتنسى أن للزنوج حقوقهم الكاملة في المواطنة في أمريكيا وغيرها.
قلت نعم ولكن بعد ماذا ؟ بعد سرقتهم والاتجار بهم واستعبادهم ، لماذا تستثنون اذن أهل البلاد الأصليين من معادلة حضارتكم ؟
قبل أن تجيب على سؤالي دعني أنا أقول لك لماذا : لأنهم أهل البلاد الأصليون ولأن حضارتكم يا سيدي تنكر الأصول وبما أن الأصول هي النقاء فان حضارتكم تتعارض مع النقاء .
نظر الي نظرة حاقدة ، تنهد ثم تنفس الصعداء وحاول أن يخفف من الجو المتوتر بيننا ،ابتسم وقال
أكاد أن أجزم بأنك عربـــــــــــــــــــــــــــــي .
قلت نعم وعربـــــــي أحمـــــــــــــر اذا جازت التسمية .
غادرت مكتبه الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر الي بيتي ، عدت الى مكتبي الساعة الرابع مساءا .
فوجدت طلب الشراء المعتمد والموقع منه على مكتبي مع ملاحظة على ورقة ملاحظات صفراء اللون .
كتب عليها " الى العربي الأحمر مع كامل تقديري واحترامي "
سألتني سكرتيرتي الفلبينية ماذا يقصد بهذه الملاحظة وما هذا الاسم الذي أطلقه عليك ؟
فقلت لها مازحا لاتتدخلي فيما لايعنيك أيتها الشيريل الصفراء " حسب مفهوم حضارتهم طبعا " ما يهمك أنه رضخ للسعر والشروط وبصم بالعشرة اكتبي اليه ليعجل بالدفعة المتفق عليها مقدما .
ضحكت وأجابت حاضر ياسيدي العربي الأحمر
منقول