الطريق إلى المقهى
كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة بعد منتصف الليل ... هتف إلى كل من يعرفهم ومن لا يعرفهم ... يبدو أن المدينة قد خلت على عروشها من ساكنيها ... قرر أن يتخلص من رتابة الليل الطويل وكآبة الجدران... حاول أن يدير مفتاح محرك سيارته ... لا يستجيب .. قد نضب الوقود .
قرر أن يقطع المسافة للمرة الأولى إلى المقهى مترجلاً ... على ناصية الشارع استوقفه البصاصون ... فتش في جيبه ... لم يهتدي إلى بطاقة هويته ... وضع ورقة بنكنوت متوسطة الحجم في يد العسكر وسار ... الشارع المؤدي إلى المقهى يرقد في صمت أسفل مياه ملوثة ... لقد انفجرت ماسورة المياه الرئيسية .
قرر أن يتخذ طريقاً آخر يؤدي إلى المقهى من الجهة الخلفية ... الفئران تهرول أمام قطط الليل المفترسة ... القطط تندفع في الأزقة متى سمعت عواء الكلاب ... أشباح ثعابين تظلل الطريق المظلم أمامه ... ترتطم قدمه بجسد صبي غط في سبات عميق أمام داره المظلمة .... تفزعه عيون قطة تتلألأ في جنح الظلام ... ظنها مصابيح العسكر ... استغفر الله وقرأ آية الكرسي وأكمل سيره .
قبل أن يقطع الشارع المظلم سيراً على الأقدام، استوقفه أحد لصوص الليل ... أشهر مطواة حادة في وجهه ... طلب منه أن يخرج كل ما لديه من نقود ... سأله عن وجهته ... لم يترك له اللص سوى ثمن فنجان قهوة ... ركله وقال له في صوت خافت: "سرْ يا ابن الحرام إلى المقهى!".
تنفس الصعداء حينما شاهد سور المقهى الخلفي ... واصل سيره ... لاحظ أن الصمت يغلف المكان ... عندما وصل إلى مدخل المقهى كانت كل أبوابها قد صفدت ولم يتبق إلا شعاعاً ضوئياً خافتاً على جدرانها .. قال لنفسه لعله يوقظ النادل كي يتسامر معه ويعد له فنجاناً من القهوة ... دق الباب بكل دعة .. عندما عاد إلى قرع الباب ثانية انفتح الباب ... تقدم إلى الداخل ... نظر خلف الباب ... النادل غارقاً في دمائه ... قلبه ذات اليمين وذات اليسار ... يبدو أنه قد قضى منذ ساعة أو ساعتين ... حينما هم بالفرار ... كان العسكر يغلقون الطريق أمامه ... وضعوه في أغلال وساروا به في جنح الظلام.
كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة بعد منتصف الليل ... هتف إلى كل من يعرفهم ومن لا يعرفهم ... يبدو أن المدينة قد خلت على عروشها من ساكنيها ... قرر أن يتخلص من رتابة الليل الطويل وكآبة الجدران... حاول أن يدير مفتاح محرك سيارته ... لا يستجيب .. قد نضب الوقود .
قرر أن يقطع المسافة للمرة الأولى إلى المقهى مترجلاً ... على ناصية الشارع استوقفه البصاصون ... فتش في جيبه ... لم يهتدي إلى بطاقة هويته ... وضع ورقة بنكنوت متوسطة الحجم في يد العسكر وسار ... الشارع المؤدي إلى المقهى يرقد في صمت أسفل مياه ملوثة ... لقد انفجرت ماسورة المياه الرئيسية .
قرر أن يتخذ طريقاً آخر يؤدي إلى المقهى من الجهة الخلفية ... الفئران تهرول أمام قطط الليل المفترسة ... القطط تندفع في الأزقة متى سمعت عواء الكلاب ... أشباح ثعابين تظلل الطريق المظلم أمامه ... ترتطم قدمه بجسد صبي غط في سبات عميق أمام داره المظلمة .... تفزعه عيون قطة تتلألأ في جنح الظلام ... ظنها مصابيح العسكر ... استغفر الله وقرأ آية الكرسي وأكمل سيره .
قبل أن يقطع الشارع المظلم سيراً على الأقدام، استوقفه أحد لصوص الليل ... أشهر مطواة حادة في وجهه ... طلب منه أن يخرج كل ما لديه من نقود ... سأله عن وجهته ... لم يترك له اللص سوى ثمن فنجان قهوة ... ركله وقال له في صوت خافت: "سرْ يا ابن الحرام إلى المقهى!".
تنفس الصعداء حينما شاهد سور المقهى الخلفي ... واصل سيره ... لاحظ أن الصمت يغلف المكان ... عندما وصل إلى مدخل المقهى كانت كل أبوابها قد صفدت ولم يتبق إلا شعاعاً ضوئياً خافتاً على جدرانها .. قال لنفسه لعله يوقظ النادل كي يتسامر معه ويعد له فنجاناً من القهوة ... دق الباب بكل دعة .. عندما عاد إلى قرع الباب ثانية انفتح الباب ... تقدم إلى الداخل ... نظر خلف الباب ... النادل غارقاً في دمائه ... قلبه ذات اليمين وذات اليسار ... يبدو أنه قد قضى منذ ساعة أو ساعتين ... حينما هم بالفرار ... كان العسكر يغلقون الطريق أمامه ... وضعوه في أغلال وساروا به في جنح الظلام.