قال الشيخ: امض ياولدي إلى صخرتك ودحرجها...
قلت: وهل أقوى على ذلك؟.
قال: ستعتاد، وستجد متعة في تصبب عرقك، لاتخف هي سموم لذيذة، ففي تصببها بني هذا الكون وعمّر وصار قرية كبيرة، قرية ينقصها حاكم يختاره الناس كما كان الناس يختارون «المختار».
قلت: وأين هي صخرتي
قال: كل منا أعرف بصخرته.
فذهبت إلى السهول وصعدت الجبال وتوقفت أمام عظمة البحر.. ياإلهي إن المرأة التي بحثت عنها أمام ناظري، وبدأت السباحة وكنت سأكمل لولا أن صخرة أسالت دماء غزيرة من رأسي فصحوت على حلم جميل وامرأة مازلت أبحث عنها.
عدت إلى قريتي فتناثرت صور أترابي من فتيان وفتيات..
ورحت أجمع مالدي من ذكريات واستجمعت قواي العقلية والنفسية والروحية لأضع وجه تلك الفتاة فوق عنق ثانية وصدر ثالثة وقد رابعة وساقي خامسة وقدمي سادسة، حتى كانت فتاة سابعة مازلت أبحث عنها..
عدت إلى التدقيق فيما جمعت، الشعر أسود كثيف وينحدر بجواز سفر دون الحاجة إلى إذن بالمغادرة..
الجبين جبهة عريضة يحلو لقطرات الندى أن تسيل على سمائها المفتوحة.
الحاجبان كأنهما سيفان تقاطعا بوداد فارتمت تحتهما شجرتا جميز، تغطيهما هالة من النور وإن بدا السواد في ذرات التكوين.
الأنف قصيدة من صنع الخالق وحده والفم ليس أقل روعة. أما الأسنان فحبات متراصة من لؤلؤ...
ولم يخل الوجه من فلقتي رمان ليكونا من لوازم الضياء..
أما القلب فإنه قلب امرأة خلقت لتكون ترباً أو صديقة، حبيبة أو عشيقة، أماً وطهارة أو سيدة كون..
صعدت إلى قمة الجبل ثم نزلت إلى المدينة ومررت على الكهوف في السفوح ولم أعثر على شيء مما صنعه الخيال.
عدت أدراجي إلى الشيخ الجليل وكان في انتظاري:
لاتمل ولاتسأم هي الحياة هكذا نبحث عن الجمال فيها فلا ترى عيوننا أنه فينا.
لكنني وجدتها كما لو أنني لا أبحث عنها، هي باهتة حيناً وليست كذلك حيناً آخر...
لايخدعنك ماتراه
لكنني أهوى هذا الخداع..
إذاً لاأخشى عليك
عدت أدراجي من هناك وأخذت أبحث عن درب يوصلني إلى امرأة أبحث عنها، تناولت كأساً من الخمر، كان الكأس الأول: الله ماأجمل الصور تتزاحم وهذه الأشياء كيف بدت أكثر جمالاً.. أخذت أترع كأساً بعد آخر حتى ارتميت على قارعة طريق لابداية له ولا نهاية.
تكشفت الأشياء عن مرارة ليست ككل المرارات السابقة فقدت حلمي وصوري الجميلة وعادت أسئلتي إلى ماقبل مربعها الأول فأدركت أن النعمة التي خبرتها في الكأس الأول صارت أكثر من نقمة عندما أخذت مني مأخذها فتراجعت لأسقط من مخيلتي تلك الصور المخادعة..
تناولت من الحشائش ماهو أكثر سطوة على الخيال من الخمرة دونما فائدة تذكر، بل أوقفتني تلك الحشائش على حافة جرف هار، ولمحت الوادي السحيق بجماجمه أمامي إن تابعت مسير لذاتي، ولولا لطف الله بي لرأيت جمجمتي بين تلك الجماجم...
أخذت بالصلاة ولم أكن قد تركتها لكنني هذه المرة دققت في الحروف ولم تعد فرضاً بل أصبحت اختياراً حراً واعياً.. تفتحت الأشياء وكأنها كانت كلها مغلقة.. ماذا يمنحني هذا العالم الجديد القديم؟...
لم يدم استقراري النفسي طويلاً، عادت صورة المرأة تبحر في ثنايا موجاتي مع أن البحر كاد يجف، والدموع التي كنت قادراً على ذرفها لم تجد مجراها، وغاب ذلك الفرح فأدركت أن الوصول إلى الشاطئ لايحتاج إلى عناء كبير.
قال الشيخ: إن من تبحث عنه يكمن فيك.
منقول
قلت: وهل أقوى على ذلك؟.
قال: ستعتاد، وستجد متعة في تصبب عرقك، لاتخف هي سموم لذيذة، ففي تصببها بني هذا الكون وعمّر وصار قرية كبيرة، قرية ينقصها حاكم يختاره الناس كما كان الناس يختارون «المختار».
قلت: وأين هي صخرتي
قال: كل منا أعرف بصخرته.
فذهبت إلى السهول وصعدت الجبال وتوقفت أمام عظمة البحر.. ياإلهي إن المرأة التي بحثت عنها أمام ناظري، وبدأت السباحة وكنت سأكمل لولا أن صخرة أسالت دماء غزيرة من رأسي فصحوت على حلم جميل وامرأة مازلت أبحث عنها.
عدت إلى قريتي فتناثرت صور أترابي من فتيان وفتيات..
ورحت أجمع مالدي من ذكريات واستجمعت قواي العقلية والنفسية والروحية لأضع وجه تلك الفتاة فوق عنق ثانية وصدر ثالثة وقد رابعة وساقي خامسة وقدمي سادسة، حتى كانت فتاة سابعة مازلت أبحث عنها..
عدت إلى التدقيق فيما جمعت، الشعر أسود كثيف وينحدر بجواز سفر دون الحاجة إلى إذن بالمغادرة..
الجبين جبهة عريضة يحلو لقطرات الندى أن تسيل على سمائها المفتوحة.
الحاجبان كأنهما سيفان تقاطعا بوداد فارتمت تحتهما شجرتا جميز، تغطيهما هالة من النور وإن بدا السواد في ذرات التكوين.
الأنف قصيدة من صنع الخالق وحده والفم ليس أقل روعة. أما الأسنان فحبات متراصة من لؤلؤ...
ولم يخل الوجه من فلقتي رمان ليكونا من لوازم الضياء..
أما القلب فإنه قلب امرأة خلقت لتكون ترباً أو صديقة، حبيبة أو عشيقة، أماً وطهارة أو سيدة كون..
صعدت إلى قمة الجبل ثم نزلت إلى المدينة ومررت على الكهوف في السفوح ولم أعثر على شيء مما صنعه الخيال.
عدت أدراجي إلى الشيخ الجليل وكان في انتظاري:
لاتمل ولاتسأم هي الحياة هكذا نبحث عن الجمال فيها فلا ترى عيوننا أنه فينا.
لكنني وجدتها كما لو أنني لا أبحث عنها، هي باهتة حيناً وليست كذلك حيناً آخر...
لايخدعنك ماتراه
لكنني أهوى هذا الخداع..
إذاً لاأخشى عليك
عدت أدراجي من هناك وأخذت أبحث عن درب يوصلني إلى امرأة أبحث عنها، تناولت كأساً من الخمر، كان الكأس الأول: الله ماأجمل الصور تتزاحم وهذه الأشياء كيف بدت أكثر جمالاً.. أخذت أترع كأساً بعد آخر حتى ارتميت على قارعة طريق لابداية له ولا نهاية.
تكشفت الأشياء عن مرارة ليست ككل المرارات السابقة فقدت حلمي وصوري الجميلة وعادت أسئلتي إلى ماقبل مربعها الأول فأدركت أن النعمة التي خبرتها في الكأس الأول صارت أكثر من نقمة عندما أخذت مني مأخذها فتراجعت لأسقط من مخيلتي تلك الصور المخادعة..
تناولت من الحشائش ماهو أكثر سطوة على الخيال من الخمرة دونما فائدة تذكر، بل أوقفتني تلك الحشائش على حافة جرف هار، ولمحت الوادي السحيق بجماجمه أمامي إن تابعت مسير لذاتي، ولولا لطف الله بي لرأيت جمجمتي بين تلك الجماجم...
أخذت بالصلاة ولم أكن قد تركتها لكنني هذه المرة دققت في الحروف ولم تعد فرضاً بل أصبحت اختياراً حراً واعياً.. تفتحت الأشياء وكأنها كانت كلها مغلقة.. ماذا يمنحني هذا العالم الجديد القديم؟...
لم يدم استقراري النفسي طويلاً، عادت صورة المرأة تبحر في ثنايا موجاتي مع أن البحر كاد يجف، والدموع التي كنت قادراً على ذرفها لم تجد مجراها، وغاب ذلك الفرح فأدركت أن الوصول إلى الشاطئ لايحتاج إلى عناء كبير.
قال الشيخ: إن من تبحث عنه يكمن فيك.
منقول