بسم الله الرحمن الرحيم ، أي : ابدؤوا أو افتتحوا بتسمية الله تيمنا وتبركا ، و الله : اسم تفرد الباري به سبحانه ، يجري في وصفه مجرى أسماء الأعلام ، لا يعرف له اشتقاق . وقيل : معناه : ذو العبادة التي بها يقصد . الرحمن الرحيم : صفتان لله تعالى معناهما : ذو الرحمة ، أي : الرحمة لازمة له ، وهي إرادة الخير ، ولا فرق بينهما ، مثل : ندمان ونديم .
الحمد لله هو الثناء لله ، والشكر له بانعامه . رب العالمين : مالك المخلوقات كلها .
قوله تعالى الرحمن الرحيم مالك يوم الدين مأخوذ من الملك ، والملك مأخوذ من الملك ، أي : قاضي يوم الجزاء والحساب ، لأنه متفرد في ذلك اليوم بالحكم .
إياك نعبد أي : نخصك ونقصدك بالعبادة ، وهي الطاعة مع الخضوع . وإياك نستعين : ومنك نطلب المعونة .
اهدنا الصراط المستقيم ، أي : دلنا عليه ، واسلك بنا فيه ، وثبتنا عليه .
صراط الذين أنعمت عليهم بالهداية ، وهم قوم موسى وعيسى عليهما السلام قبل أن يغيروا نعم الله عز وجل . وقيل : هم الذين ذكرهم الله عز وجل في قوله تعالى فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم الآية غير المغضوب عليهم ، أي : غير الذين غضبت عليهم ، وهم اليهود ، ومعنى الغضب من الله تعالى : إرادة العقوبة . ولا الضالين ، أي : ولا الذين ضلوا ، وهم النصارى ، فكأن المسلمين سألوا الله تعالى أن يهديهم طريق الذين أنعم عليهم ولم يغضب عليهم ،كما غضب على اليهود ، ولم يضلوا عن الحق كما ضلت النصارى .