باكستان تحبط مخطط "إبليس" وتفضح بلاك ووتر
بعد انفضاح أمرها في باكستان وفي أعقاب تصاعد دعوات الأحزاب هناك لطردها لدورها المشبوه والجرائم التي ارتكبتها سابقا في العراق ، أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية " سي اي ايه " ليون بانيتا يوم السبت الموافق 12 ديسمبر / كانون الأول عن إلغاء العقد المبرم بين الوكالة وشركة خدمات الأمن الخاصة الأمريكية "بلاك ووتر" العاملة في باكستان.
ونقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن بانيتا قوله إن المهام التي كانت ملقاة سابقاً بموجب العقد على عاتق "بلاك ووتر" في باكستان سيقوم بتنفيذها عناصر من الوكالة نفسها .
وكان عناصر من شركة "بلاك ووتر" ووفقا للعقد يقومون بحراسة القواعد الأمريكية التى يتم فيها تحميل ونصب صواريخ باتريوت على متن الطائرات الأمريكية بدون طيار التي تقصف مواقع طالبان باكستان على الحدود مع أفغانستان.
ويبدو أن مهام الشركة لم تقف عند حدود ما سبق ، فقد كثر الحديث في الفترة الأخيرة حول تورطها أيضا في التفجيرات التي تشهدها باكسان بشكل شبه يومي لإظهار هذا البلد المسلم على أنه دولة فاشلة ودفع حكومته للرضوخ لمطالب واشنطن بشأن نشر قوات أمريكية في باكستان بزعم محاربة تنظيم القاعدة وحركة طالبان ، بالإضافة لتبرير القصف الذي تنفذه طائرات أمريكية بدون طيار على مناطق القبائل والذي يتسبب في مصرع مئات الأبرياء وهو الأمر الذي أطلق عليه " مخطط إبليس " ، ولعل الاعتراف الذي أدلى به مؤسس الشركة ايرك برينس لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مؤخرا يدعم الفرضية السابقة .
وكان برينس أشار إلى أن شركته كثيراً ما كانت تتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في إطار برنامج سري لمكافحة "الإرهاب" ، وشدد على أنها قامت أكثر من مرة بـ"مهام خطرة للغاية" لحساب المخابرات الأمريكية ، قائلا :" سي اي ايه استعانت بموظفين من الشركة لملاحقة عناصر بارزة من تنظيم القاعدة في باكستان منذ عام 2004 ، وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تقوم بترتيب الهجمات من قواعد سرية داخل باكستان وأفغانستان ، فيما يقوم متعهدو الشركة بتجميع ووضع صواريخ هيل فاير وقنابل موجهة بالليزر على الطائرات وهى المهام التي كانت من واجبات مسئولي الاستخبارات الأمريكية ".
وأمام الاعتراف السابق ، لم يكن مستغربا أن يتهم قيادي بارز في تنظيم القاعدة في أفغانستان في 12 نوفمبر الماضي شركة "بلاك ووتر" الأمريكية للخدمات الأمنية بالوقوف وراء التفجيرات الدامية التي شهدتها مدينة "بيشاور" الباكستانية مؤخراً وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
وجاء في تسجيل صوتي منسوب لمسئول عمليات القاعدة في أفغانستان مصطفى أبو اليزيد " المجاهدون المسلمون لا يمكن أن يكونوا مسئولين عن مثل هذه الهجمات لأنهم يقاتلون من أجل حماية أرواح وكرامة مسلمين آخرين".
وأضاف أبو اليزيد الذي يعتقد أنه الرجل الثالث في تنظيم القاعدة " المجاهدون لا يستهدفون إلا الجيش وقوات الأمن للدولة المرتدة باكستان والاستخبارات المسئولون عن سفك دماء المستضعفين في سوات ووزيرستان وبيشاور وخيبر وغيرها".
وتابع أبو اليزيد " المجاهدون يختارون أهدافهم بكل عناية ودقة وتكون بعيدة عن الأماكن التي يرتادها عوام الناس كمركز قيادة الجيش الباكستاني ومقرات الاستخبارات العسكرية وثكنات تدريب القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب".
واستطرد قائلاً :" إن مثل هذه التفجيرات من فعل أعداء الله الصليبيين وأولياؤهم في الحكومة ، تلك التفجيرات جزء من الحرب القذرة التي يمارسونها ضد المسلمين".
ونقلت شبكة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية عن أبو اليزيد القول أيضا في التسجيل الصوتي :"ننكر تلك التفجيرات التي تستهدف أسواق المسلمين، ونتبرأ منها، فإن المجاهدين خرجوا للجهاد في سبيل الله لنصرة شعوبنا المظلومة لا قتلها، ومن المستحيل أن يقوم المجاهدون بمثل هذا العمل الدنيء".
وتابع أبو اليزيد قائلاً : " الجميع يعرف اليوم ماذا تفعل بلاك ووتر والمجموعات الإجرامية التي استباحت باكستان بتأييد من هذه الحكومة الفاسدة المجرمة وأجهزتها الأمنية فهم يرتكبون هذه الأفعال البشعة ثم يتهمون بها المجاهدين عبر أبواقهم الإعلامية لتشويه صورة المجاهدين".
وساق أبو اليزيد ما قال إنها "مؤشرات واضحة" تبين أن هذه التفجيرات من فعل تلك المجموعات الأمنية من بينها أن هذه السياسة تكررت في العراق وأفغانستان ، واستطرد قائلا :" وهاهم الأمريكان الأندال ينقلونها إلى باكستان ، كما أنها تتزامن مع زيارات لمسئولين أمريكيين لباكستان".
وأشار القيادي بالقاعدة إلى أن هؤلاء المسئولين يستغلون تلك التفجيرات في تصريحاتهم الإعلامية ليقولوا إن المسئولين عنها هم الإرهابيون لتبرير عمليات القصف التي تقوم بها الطائرات الأمريكية داخل الأراضي الباكستانية.
تصريحات أبو اليزيد السابقة جاءت في أعقاب سقوط ما يزيد على مائة قتيل وأكثر من مائتي جريح في تفجير سيارة مفخخة استهدفت في 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي سوقاً مزدحمة في مدينة بيشاور عاصمة إقليم الحدود الشمالية الغربية والتي يخوض فيها الجيش الباكستاني مواجهات دامية مع حركة طالبان باكستان ، كما جاءت في أعقاب مقتل مدير العلاقات العامة في القنصلية الإيراني أبو الحسن جعفري على أيدي مسلحين أطلقوا النار عليه أثناء خروجه من منزله في 11 نوفمبر الماضي .
والمثير للانتباه أنه قبل أيام من تصريحات أبو اليزيد ، كشفت صحيفة "ديلي تايمز" الباكستانية في 29 أكتوبر الماضي أن عددا من الأحزاب الباكستانية طالبت بطرد شركة "بلاك ووتر" الأمنية الأمريكية من الأراضي الباكستانية بعد انفضاح أمر وجودها هناك .
وأضافت الصحيفة أن الحكومة الباكستانية بدأت باتخاذ خطوات عملية للتحقق من مسألة وجود شركة "بلاك ووتر" وتورطها بجرائم على الأراضي الباكستانية ، كما أن لجنة برلمانية مصغرة تضم ممثلين عن الأحزاب ووزارات الداخلية والدفاع والخارجية الباكستانية اجتمعت لمناقشة التقارير التي تحدثت عن وجود "بلاك ووتر" والتي وصفتها بأنها تشكل خرقا أمنيا خطيرا للأمن القومي الباكستاني.
ويجب الإشارة هنا إلى أن "بلاك ووتر" التي استعانت بها إدارة بوش كجزء ضروري من الحرب على ما تسميه واشنطن بالإرهاب كانت غيرت اسمها إلى "زي سيرفيسز" بعد طردها من العراق في 2008 ، ولذا ارتكبت لشهور عديدة جرائمها دون أن ينتبه المسئولون الباكستانيون لوجودها ببلادهم .
والخلاصة أن الشركة التي تلقت انتقادات حادة في العراق بسبب قيام عدد من عناصرها بقتل 17 مدنيا عراقيا بشكل عشوائي في سبتمبر/أيلول عام 2007 يبدو أنها تأسست لتحقيق هدف واحد وهو العبث بأمن الدول العربية والإسلامية ، إلا أن رفض الحكومة العراقية في عام 2008 تجديد عقدها ومسارعة باكستان للمطالبة بطردها هى أمور تبعث على الارتياح وتحبط مخططات واشنطن وتل أبيب في هذا الصدد.
تحياتى
بعد انفضاح أمرها في باكستان وفي أعقاب تصاعد دعوات الأحزاب هناك لطردها لدورها المشبوه والجرائم التي ارتكبتها سابقا في العراق ، أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية " سي اي ايه " ليون بانيتا يوم السبت الموافق 12 ديسمبر / كانون الأول عن إلغاء العقد المبرم بين الوكالة وشركة خدمات الأمن الخاصة الأمريكية "بلاك ووتر" العاملة في باكستان.
ونقل موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن بانيتا قوله إن المهام التي كانت ملقاة سابقاً بموجب العقد على عاتق "بلاك ووتر" في باكستان سيقوم بتنفيذها عناصر من الوكالة نفسها .
وكان عناصر من شركة "بلاك ووتر" ووفقا للعقد يقومون بحراسة القواعد الأمريكية التى يتم فيها تحميل ونصب صواريخ باتريوت على متن الطائرات الأمريكية بدون طيار التي تقصف مواقع طالبان باكستان على الحدود مع أفغانستان.
ويبدو أن مهام الشركة لم تقف عند حدود ما سبق ، فقد كثر الحديث في الفترة الأخيرة حول تورطها أيضا في التفجيرات التي تشهدها باكسان بشكل شبه يومي لإظهار هذا البلد المسلم على أنه دولة فاشلة ودفع حكومته للرضوخ لمطالب واشنطن بشأن نشر قوات أمريكية في باكستان بزعم محاربة تنظيم القاعدة وحركة طالبان ، بالإضافة لتبرير القصف الذي تنفذه طائرات أمريكية بدون طيار على مناطق القبائل والذي يتسبب في مصرع مئات الأبرياء وهو الأمر الذي أطلق عليه " مخطط إبليس " ، ولعل الاعتراف الذي أدلى به مؤسس الشركة ايرك برينس لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مؤخرا يدعم الفرضية السابقة .
وكان برينس أشار إلى أن شركته كثيراً ما كانت تتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في إطار برنامج سري لمكافحة "الإرهاب" ، وشدد على أنها قامت أكثر من مرة بـ"مهام خطرة للغاية" لحساب المخابرات الأمريكية ، قائلا :" سي اي ايه استعانت بموظفين من الشركة لملاحقة عناصر بارزة من تنظيم القاعدة في باكستان منذ عام 2004 ، وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تقوم بترتيب الهجمات من قواعد سرية داخل باكستان وأفغانستان ، فيما يقوم متعهدو الشركة بتجميع ووضع صواريخ هيل فاير وقنابل موجهة بالليزر على الطائرات وهى المهام التي كانت من واجبات مسئولي الاستخبارات الأمريكية ".
وأمام الاعتراف السابق ، لم يكن مستغربا أن يتهم قيادي بارز في تنظيم القاعدة في أفغانستان في 12 نوفمبر الماضي شركة "بلاك ووتر" الأمريكية للخدمات الأمنية بالوقوف وراء التفجيرات الدامية التي شهدتها مدينة "بيشاور" الباكستانية مؤخراً وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
وجاء في تسجيل صوتي منسوب لمسئول عمليات القاعدة في أفغانستان مصطفى أبو اليزيد " المجاهدون المسلمون لا يمكن أن يكونوا مسئولين عن مثل هذه الهجمات لأنهم يقاتلون من أجل حماية أرواح وكرامة مسلمين آخرين".
وأضاف أبو اليزيد الذي يعتقد أنه الرجل الثالث في تنظيم القاعدة " المجاهدون لا يستهدفون إلا الجيش وقوات الأمن للدولة المرتدة باكستان والاستخبارات المسئولون عن سفك دماء المستضعفين في سوات ووزيرستان وبيشاور وخيبر وغيرها".
وتابع أبو اليزيد " المجاهدون يختارون أهدافهم بكل عناية ودقة وتكون بعيدة عن الأماكن التي يرتادها عوام الناس كمركز قيادة الجيش الباكستاني ومقرات الاستخبارات العسكرية وثكنات تدريب القوات الخاصة بمكافحة الإرهاب".
واستطرد قائلاً :" إن مثل هذه التفجيرات من فعل أعداء الله الصليبيين وأولياؤهم في الحكومة ، تلك التفجيرات جزء من الحرب القذرة التي يمارسونها ضد المسلمين".
ونقلت شبكة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية عن أبو اليزيد القول أيضا في التسجيل الصوتي :"ننكر تلك التفجيرات التي تستهدف أسواق المسلمين، ونتبرأ منها، فإن المجاهدين خرجوا للجهاد في سبيل الله لنصرة شعوبنا المظلومة لا قتلها، ومن المستحيل أن يقوم المجاهدون بمثل هذا العمل الدنيء".
وتابع أبو اليزيد قائلاً : " الجميع يعرف اليوم ماذا تفعل بلاك ووتر والمجموعات الإجرامية التي استباحت باكستان بتأييد من هذه الحكومة الفاسدة المجرمة وأجهزتها الأمنية فهم يرتكبون هذه الأفعال البشعة ثم يتهمون بها المجاهدين عبر أبواقهم الإعلامية لتشويه صورة المجاهدين".
وساق أبو اليزيد ما قال إنها "مؤشرات واضحة" تبين أن هذه التفجيرات من فعل تلك المجموعات الأمنية من بينها أن هذه السياسة تكررت في العراق وأفغانستان ، واستطرد قائلا :" وهاهم الأمريكان الأندال ينقلونها إلى باكستان ، كما أنها تتزامن مع زيارات لمسئولين أمريكيين لباكستان".
وأشار القيادي بالقاعدة إلى أن هؤلاء المسئولين يستغلون تلك التفجيرات في تصريحاتهم الإعلامية ليقولوا إن المسئولين عنها هم الإرهابيون لتبرير عمليات القصف التي تقوم بها الطائرات الأمريكية داخل الأراضي الباكستانية.
تصريحات أبو اليزيد السابقة جاءت في أعقاب سقوط ما يزيد على مائة قتيل وأكثر من مائتي جريح في تفجير سيارة مفخخة استهدفت في 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي سوقاً مزدحمة في مدينة بيشاور عاصمة إقليم الحدود الشمالية الغربية والتي يخوض فيها الجيش الباكستاني مواجهات دامية مع حركة طالبان باكستان ، كما جاءت في أعقاب مقتل مدير العلاقات العامة في القنصلية الإيراني أبو الحسن جعفري على أيدي مسلحين أطلقوا النار عليه أثناء خروجه من منزله في 11 نوفمبر الماضي .
والمثير للانتباه أنه قبل أيام من تصريحات أبو اليزيد ، كشفت صحيفة "ديلي تايمز" الباكستانية في 29 أكتوبر الماضي أن عددا من الأحزاب الباكستانية طالبت بطرد شركة "بلاك ووتر" الأمنية الأمريكية من الأراضي الباكستانية بعد انفضاح أمر وجودها هناك .
وأضافت الصحيفة أن الحكومة الباكستانية بدأت باتخاذ خطوات عملية للتحقق من مسألة وجود شركة "بلاك ووتر" وتورطها بجرائم على الأراضي الباكستانية ، كما أن لجنة برلمانية مصغرة تضم ممثلين عن الأحزاب ووزارات الداخلية والدفاع والخارجية الباكستانية اجتمعت لمناقشة التقارير التي تحدثت عن وجود "بلاك ووتر" والتي وصفتها بأنها تشكل خرقا أمنيا خطيرا للأمن القومي الباكستاني.
ويجب الإشارة هنا إلى أن "بلاك ووتر" التي استعانت بها إدارة بوش كجزء ضروري من الحرب على ما تسميه واشنطن بالإرهاب كانت غيرت اسمها إلى "زي سيرفيسز" بعد طردها من العراق في 2008 ، ولذا ارتكبت لشهور عديدة جرائمها دون أن ينتبه المسئولون الباكستانيون لوجودها ببلادهم .
والخلاصة أن الشركة التي تلقت انتقادات حادة في العراق بسبب قيام عدد من عناصرها بقتل 17 مدنيا عراقيا بشكل عشوائي في سبتمبر/أيلول عام 2007 يبدو أنها تأسست لتحقيق هدف واحد وهو العبث بأمن الدول العربية والإسلامية ، إلا أن رفض الحكومة العراقية في عام 2008 تجديد عقدها ومسارعة باكستان للمطالبة بطردها هى أمور تبعث على الارتياح وتحبط مخططات واشنطن وتل أبيب في هذا الصدد.
تحياتى