من العقل المدبر لثورة 25 يناير ؟
إن ثورة 25 يناير هي إفراز لعوامل عديدة تراكمت علي مر السنين دون محاولات جادة للتطرق إلي حلول حقيقة مثمره لهذه المشكلات .
فقد عانت مصرنا الحبيبة من الأنظمة الديكتاتورية التي تغتال الديمقراطية بكل السبل و الوسائل الممكنة إعتقادا منها أنها بذلك تحافظ علي السلطة دون منازع موجود أو متوقع و ذلك لأكثر من نصف قرن .
هذه الأنظمة هي التي مهدت الطرق علي أفضل نحو ممكن ليسير عليه الشعب ويمكن استعراض بعض النقاط التي توضح السياسات السابقه كما يلي:
1- أسلوب القمع و الحجر علي ابداء الرأي و التعبير عن الإحساس الداخلي للمواطنين سواء أكان تعبيرا بناءا يؤدي إلي إصلاح بعض جوانب النظام السياسي من خلال مقترحات لا تمس هيئه أو أشخاص أو تعبيرا ناقدا للسياسة دون ابداء سبل حل لهذه المشكلات.
2- السيطرة التامة علي وسائل الإعلام الحكومية سواء المسموعة أو المرئيه أو المطبوعة والتي قد تكون متنفس لما يريد أن يعبر عنه الشعب دون أن يتكلم .
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد فقط و إنما تعدي ذلك بمراحل ليصل إلي الكذب البين الذي يستحيل تصديقه ، والمتنافي مع الواقع الفعلي الذي يعيشه الوطن والتضليل وتشويه الحقائق الذي يتحدث عن نفسه ولسان حاله يقول هذا هو الظلم و الإفتراء لمن لا يعرفه؟ فماذا أنتم فاعلون؟
3- كل ذلك أدي إلي وجود حاله من الإستنفار استمرت بل وتزايدت لعقود طويلة ولكن زاد الإحتقان في الفترة الأخيرة و خصوصا بعد عام 1997 منذ بزوغ فكرة التوريث علي الساحه السياسية وتجسدها في تأسيس حزب المستقبل والظهور الإعلامي للوريث المنتظر و مع كل ظهور له تظهر عبارة - عدم الصلاحية - من خلال الكلام الذي يتنافي مع الواقع الفعلي لما تعانيه مصرنا الحبيبة.
4- تنفيذ سياسة الخصخصة وبيع ممتلكات الدولة لأجانب بأقل الأسعار مما يعد هدر إقتصادي واضح وضوح الشمس ، ومثال علي ذلك بيع عمر أفندي لشركة أنوال السعودية ب 598 مليون جنيه و بالتقسيط مع أن التقدير الفعلي له ثلاث مليارات جنيه في ذلك الوقت .
وما ترتب علي سياسة الخصخصة من تشريد آلاف العاملين مما أدي لمِشكلات إجتماعية عديدة بالإضافة لفواح رائحة العمولات والسمسرة في هذه الصفقات واحتكار السلع والتحكم فيها دون أن يكون للدولة موقف من ذلك.
5- تصدير الغاز للدول المجاورة منذ عام 2005 لمدة 18 عام بسعر 97 سنتا للمتر المكعب مع العلم أن سعره العالمي في ذلك الوقت 3 دولارات للمتر المكعب ، وذلك دون زيادة تصاعدية حتي نهاية العقد، دون التفكير في أن هناك مناطق كثيرة جدا من مصر لم يصل اليها الغاز بالإضافة إلي تجاهل قرار القضاء بوقف تصدير الغاز لأنه صدر دون عرضه علي مجلس الشعب للتصويت عليه.
6- الأزمة الإقتصادية و تداعياتها علي الإقتصاد المصري وقد سبقها بعض الأخطاء الإقتصادية مثل خطأ تعويم الجنيه المصري عام 2003 و الذي أدي إلي إضعاف الإقتصاد المصري .
7- التزوير العلني والمستفز الذي حدث في إنتخابات مجلسي الشوري و الشعب 2010 و الذي كان لصالح الحزب الوطني.
8- حكومة رجال الأعمال والتي أدت إلي تزواج المال مع السلطة بالإضافة إلي إختيار بعض الوزراء الذين تنقصهم الكفاءة من حيث المؤهلات أو الخبرة أو الحنكة السياسية حتي أنهم غير قادرين علي إقناع الشعب و لو بالتضليل .
9- التعامل مع التوريث كأنه مبدأ لا مفر منه من خلال وسائل الإعلام الحكومية العديدة سواء أكان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة مع الوضع في الإعتبار عدم تعيين نائب لرئيس الجمهورية ولو لمرة واحدة علي مدار 30 عام مما كاد أن يقتل الأمل عند الشعب في التغيير.
10- تدني الأوضاع الإجتماعية مع تفاقم مشكلة البطالة و تدني الأجور بالمقارنة بأسعار السلع وانتشار ظاهرة العنوسة بين الذكور و الإناث مما جعل الشعب لا يجد ما يبكي عليه.
11- ولكن ..... دائما ما كان يمنعهم عن التجمع والتكاتف لتغيير ما لا يرضون عنه ، و هو ما تقوم به الدوله من خلال أجهزتها الأمنية المختلفة والمتعددة من سياسات قمعية وإعتقالات.
12- إلي أن قام الرئيس و نجليه بتدريب الشعب علي التجمع و الوحدة عدة مرات ويظهر ذلك جليا من خلال مباريات كرة القدم و بالأخص المباريات الدولية للدورالنهائي المؤهله للصعود للكأس أو الدوري لعلمهم بأهمية هذه اللعبة للغالبية العظمي من الشعب المصري حيث أنها اللعبة الشعبية الأولي في مصر .
حيث كان يحضر الرئيس ونجليه التدريب و المباريات وفي حالة الفوز يحاولون كسب حب الشعب من جهه والتنفيس عن الشعب في أشياء بعيدة عن السياسة من جهه أخري ، من خلال ممارسات خاطئه عانوا منها بعد ذلك في ثورة 25 يناير .
وتجسدت هذه الممارسات في ترك المشجعين يعطلون حركة المرور لدرجة تصل إلي الشلل التام دون مراعاة ظروف مرضية أو انسانية و دون أن تتعرض الشرطة لهم ، غير مدركين أنه يمكن أن يتزايد هذا العدد ليصل إلي ملايين للمطالبة بتنحيهم عن السلطة ، وكان هذا هو التدريب الفعلي و الحقيقي علي التجمع و التفاعل المنظم بين جميع طوائف الشعب .
13- وجاءت ثورة تونس لتولد الأمل للشعب المصري في الخلاص من حكم استمر أكثر من ثلاثين عام لتكون بمثابة الشرارة الذي انطلق منها البركان الذي لا يتوقف الا بعد أن يأتي بما في جعبته ويصل إلي مرحلة الهدوء والهدوء للشعب يعني تحقيق المطالب.
14- و مع وجود تيارات سياسية كثيرة كانت تقوم باللبنة الأولي من خلال محاولات عديدة لتجميع المئات أو ربما الآلآف من خلال المواقع الإلكترونية (فيس بوك وتويتر) وغيرها من المواقع الإلكترونية.
15- و في عيد الشرطة المصرية الموافق يوم 25 يناير تجمع أعداد كبيرة من المواطنين للتنديد بممارسات التعذيب التي تجسدت فيما حدث للشاب المصري السكندري خالد سعيد من انتهاك لكل الحريات حيث قتل نتيجة التعذيب علي يد الشرطة دون محاسبة حقيقية للجاني .
كما طالبوا ببعض الإصلاحات السياسية وترك الأمن المتظاهرين دون التعرض لهم حتي الساعة الواحدة من صباح يوم 26 يناير حيث تم تفريقهم بخراطيم المياه في أقل من 60 دقيقة فقط.
16- الخطأالأكبر يوم 28 يناير وهو المعروف بجمعة الغضب وما حدث فيها من قتل للمتظاهرين علانية علي مرمي و مسمع من القنوات الفضائية التي تذاع للعالم كله ، وما صاحبه من سياسات استفزازية تمثلت في قطع خدمات الإتصالات التليفونية الجواله والإنترنت .
كل هذه الممارسات قادت الشعب الي فقد الشعور بأهمية الحياه علي هذا النحو بالإضافة الي اثارة المشاعر الغاضبة الا أن حدثت الثغرة التي كان يتمناها الشعب أو يكاد أن يحلم بها فقط منذ سنوات وعقود مضت وهي الإنسحاب الكامل للشرطة وهذا كان الخطأ الأعظم الذي وقعوا فيه .
17- فخرج الشعب بجميع طوائفه من ربوع مصر وخاصة في ميدان التحرير بالقاهرة والميادين الكبري في عواصم المحافظات ، من ينشغل بالسياسة ومن لا ينشغل بها ، من له توجهات و انتماءات حزبيه ومن هو بعيد كل البعد عن ذلك.
وهنا ظهر التدريب الذي تلقاه الشعب المصري علي التجمع بعد الفوز في المباريات إضافة الي محاولة تجريب عدم وجود شرطة وعدم الخوف من أي شيئ ، وضمان اختفاء التبعات التي قد تنتج عن الخروج للتظاهر و التعبير عن الرأي ، فلا يوجد شرطة أو سياسات قمعية لأول مرة منذ عقود كما أن كل فرد يريد أن يستشعر أنه بطل قومي.
18- وكان دور القوات المسلحه الإلتزام بالحياد لرفضها مبدأ التوريث حيث أن ولائها كان لقائدها العسكري فقط وهي لا تريد الإصطدام بالشعب للحفاظ علي مكتسباتها السابقة و لإدراكها بأن الأمور لا يمكن تداركها.
19- وبعد الخطاب العاطفي الذي ألقاه الرئيس السابق مبارك هدأ غالبية الشعب ووافق أن يستمر مبارك رئيسا للجمهورية حتي نهاية فترته الرئاسية .
لكن قامت النخبة السياسية بإفساد ذلك الهدوء بالتدبير والتنفيذ لموقعة الجمل بميدان التحرير بالقاهرة بعد الخطاب بساعات قليلة فإستشعر الشعب أنه لو استكان لكانت هذه نهايته فكانت هناك أزمة ثقه و أيقن الشعب أن من يصنع نصف ثوره كمن يحفر قبره بيديه.
20- وكانت هناك ضغوط خارجية وداخلية ولم يكن هناك فرار من تنحي الرئيس السابق مبارك عن رئاسته للجمهورية يوم 11 فبراير 2011 لتهدئة الأوضاع التي قد تتطور إلي أكثر من هذا .
ويأتي هنا التساؤل الذي يطرح نفسه ليبحث عن إجابه:
من المدبر لثورة 25 يناير؟
هل الشعب الذي كان له مطلب الإصلاح فقط؟
أم النخبة السياسية التي تجاهلت السماع للمطالب والسخريه منها و استعمال القوه المفرطه مع المتظاهرين وفعلت كل ما في وسعها لعدم تهدئة الوضع ؟
الإجابة لكم
تحياتى
إن ثورة 25 يناير هي إفراز لعوامل عديدة تراكمت علي مر السنين دون محاولات جادة للتطرق إلي حلول حقيقة مثمره لهذه المشكلات .
فقد عانت مصرنا الحبيبة من الأنظمة الديكتاتورية التي تغتال الديمقراطية بكل السبل و الوسائل الممكنة إعتقادا منها أنها بذلك تحافظ علي السلطة دون منازع موجود أو متوقع و ذلك لأكثر من نصف قرن .
هذه الأنظمة هي التي مهدت الطرق علي أفضل نحو ممكن ليسير عليه الشعب ويمكن استعراض بعض النقاط التي توضح السياسات السابقه كما يلي:
1- أسلوب القمع و الحجر علي ابداء الرأي و التعبير عن الإحساس الداخلي للمواطنين سواء أكان تعبيرا بناءا يؤدي إلي إصلاح بعض جوانب النظام السياسي من خلال مقترحات لا تمس هيئه أو أشخاص أو تعبيرا ناقدا للسياسة دون ابداء سبل حل لهذه المشكلات.
2- السيطرة التامة علي وسائل الإعلام الحكومية سواء المسموعة أو المرئيه أو المطبوعة والتي قد تكون متنفس لما يريد أن يعبر عنه الشعب دون أن يتكلم .
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد فقط و إنما تعدي ذلك بمراحل ليصل إلي الكذب البين الذي يستحيل تصديقه ، والمتنافي مع الواقع الفعلي الذي يعيشه الوطن والتضليل وتشويه الحقائق الذي يتحدث عن نفسه ولسان حاله يقول هذا هو الظلم و الإفتراء لمن لا يعرفه؟ فماذا أنتم فاعلون؟
3- كل ذلك أدي إلي وجود حاله من الإستنفار استمرت بل وتزايدت لعقود طويلة ولكن زاد الإحتقان في الفترة الأخيرة و خصوصا بعد عام 1997 منذ بزوغ فكرة التوريث علي الساحه السياسية وتجسدها في تأسيس حزب المستقبل والظهور الإعلامي للوريث المنتظر و مع كل ظهور له تظهر عبارة - عدم الصلاحية - من خلال الكلام الذي يتنافي مع الواقع الفعلي لما تعانيه مصرنا الحبيبة.
4- تنفيذ سياسة الخصخصة وبيع ممتلكات الدولة لأجانب بأقل الأسعار مما يعد هدر إقتصادي واضح وضوح الشمس ، ومثال علي ذلك بيع عمر أفندي لشركة أنوال السعودية ب 598 مليون جنيه و بالتقسيط مع أن التقدير الفعلي له ثلاث مليارات جنيه في ذلك الوقت .
وما ترتب علي سياسة الخصخصة من تشريد آلاف العاملين مما أدي لمِشكلات إجتماعية عديدة بالإضافة لفواح رائحة العمولات والسمسرة في هذه الصفقات واحتكار السلع والتحكم فيها دون أن يكون للدولة موقف من ذلك.
5- تصدير الغاز للدول المجاورة منذ عام 2005 لمدة 18 عام بسعر 97 سنتا للمتر المكعب مع العلم أن سعره العالمي في ذلك الوقت 3 دولارات للمتر المكعب ، وذلك دون زيادة تصاعدية حتي نهاية العقد، دون التفكير في أن هناك مناطق كثيرة جدا من مصر لم يصل اليها الغاز بالإضافة إلي تجاهل قرار القضاء بوقف تصدير الغاز لأنه صدر دون عرضه علي مجلس الشعب للتصويت عليه.
6- الأزمة الإقتصادية و تداعياتها علي الإقتصاد المصري وقد سبقها بعض الأخطاء الإقتصادية مثل خطأ تعويم الجنيه المصري عام 2003 و الذي أدي إلي إضعاف الإقتصاد المصري .
7- التزوير العلني والمستفز الذي حدث في إنتخابات مجلسي الشوري و الشعب 2010 و الذي كان لصالح الحزب الوطني.
8- حكومة رجال الأعمال والتي أدت إلي تزواج المال مع السلطة بالإضافة إلي إختيار بعض الوزراء الذين تنقصهم الكفاءة من حيث المؤهلات أو الخبرة أو الحنكة السياسية حتي أنهم غير قادرين علي إقناع الشعب و لو بالتضليل .
9- التعامل مع التوريث كأنه مبدأ لا مفر منه من خلال وسائل الإعلام الحكومية العديدة سواء أكان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة مع الوضع في الإعتبار عدم تعيين نائب لرئيس الجمهورية ولو لمرة واحدة علي مدار 30 عام مما كاد أن يقتل الأمل عند الشعب في التغيير.
10- تدني الأوضاع الإجتماعية مع تفاقم مشكلة البطالة و تدني الأجور بالمقارنة بأسعار السلع وانتشار ظاهرة العنوسة بين الذكور و الإناث مما جعل الشعب لا يجد ما يبكي عليه.
11- ولكن ..... دائما ما كان يمنعهم عن التجمع والتكاتف لتغيير ما لا يرضون عنه ، و هو ما تقوم به الدوله من خلال أجهزتها الأمنية المختلفة والمتعددة من سياسات قمعية وإعتقالات.
12- إلي أن قام الرئيس و نجليه بتدريب الشعب علي التجمع و الوحدة عدة مرات ويظهر ذلك جليا من خلال مباريات كرة القدم و بالأخص المباريات الدولية للدورالنهائي المؤهله للصعود للكأس أو الدوري لعلمهم بأهمية هذه اللعبة للغالبية العظمي من الشعب المصري حيث أنها اللعبة الشعبية الأولي في مصر .
حيث كان يحضر الرئيس ونجليه التدريب و المباريات وفي حالة الفوز يحاولون كسب حب الشعب من جهه والتنفيس عن الشعب في أشياء بعيدة عن السياسة من جهه أخري ، من خلال ممارسات خاطئه عانوا منها بعد ذلك في ثورة 25 يناير .
وتجسدت هذه الممارسات في ترك المشجعين يعطلون حركة المرور لدرجة تصل إلي الشلل التام دون مراعاة ظروف مرضية أو انسانية و دون أن تتعرض الشرطة لهم ، غير مدركين أنه يمكن أن يتزايد هذا العدد ليصل إلي ملايين للمطالبة بتنحيهم عن السلطة ، وكان هذا هو التدريب الفعلي و الحقيقي علي التجمع و التفاعل المنظم بين جميع طوائف الشعب .
13- وجاءت ثورة تونس لتولد الأمل للشعب المصري في الخلاص من حكم استمر أكثر من ثلاثين عام لتكون بمثابة الشرارة الذي انطلق منها البركان الذي لا يتوقف الا بعد أن يأتي بما في جعبته ويصل إلي مرحلة الهدوء والهدوء للشعب يعني تحقيق المطالب.
14- و مع وجود تيارات سياسية كثيرة كانت تقوم باللبنة الأولي من خلال محاولات عديدة لتجميع المئات أو ربما الآلآف من خلال المواقع الإلكترونية (فيس بوك وتويتر) وغيرها من المواقع الإلكترونية.
15- و في عيد الشرطة المصرية الموافق يوم 25 يناير تجمع أعداد كبيرة من المواطنين للتنديد بممارسات التعذيب التي تجسدت فيما حدث للشاب المصري السكندري خالد سعيد من انتهاك لكل الحريات حيث قتل نتيجة التعذيب علي يد الشرطة دون محاسبة حقيقية للجاني .
كما طالبوا ببعض الإصلاحات السياسية وترك الأمن المتظاهرين دون التعرض لهم حتي الساعة الواحدة من صباح يوم 26 يناير حيث تم تفريقهم بخراطيم المياه في أقل من 60 دقيقة فقط.
16- الخطأالأكبر يوم 28 يناير وهو المعروف بجمعة الغضب وما حدث فيها من قتل للمتظاهرين علانية علي مرمي و مسمع من القنوات الفضائية التي تذاع للعالم كله ، وما صاحبه من سياسات استفزازية تمثلت في قطع خدمات الإتصالات التليفونية الجواله والإنترنت .
كل هذه الممارسات قادت الشعب الي فقد الشعور بأهمية الحياه علي هذا النحو بالإضافة الي اثارة المشاعر الغاضبة الا أن حدثت الثغرة التي كان يتمناها الشعب أو يكاد أن يحلم بها فقط منذ سنوات وعقود مضت وهي الإنسحاب الكامل للشرطة وهذا كان الخطأ الأعظم الذي وقعوا فيه .
17- فخرج الشعب بجميع طوائفه من ربوع مصر وخاصة في ميدان التحرير بالقاهرة والميادين الكبري في عواصم المحافظات ، من ينشغل بالسياسة ومن لا ينشغل بها ، من له توجهات و انتماءات حزبيه ومن هو بعيد كل البعد عن ذلك.
وهنا ظهر التدريب الذي تلقاه الشعب المصري علي التجمع بعد الفوز في المباريات إضافة الي محاولة تجريب عدم وجود شرطة وعدم الخوف من أي شيئ ، وضمان اختفاء التبعات التي قد تنتج عن الخروج للتظاهر و التعبير عن الرأي ، فلا يوجد شرطة أو سياسات قمعية لأول مرة منذ عقود كما أن كل فرد يريد أن يستشعر أنه بطل قومي.
18- وكان دور القوات المسلحه الإلتزام بالحياد لرفضها مبدأ التوريث حيث أن ولائها كان لقائدها العسكري فقط وهي لا تريد الإصطدام بالشعب للحفاظ علي مكتسباتها السابقة و لإدراكها بأن الأمور لا يمكن تداركها.
19- وبعد الخطاب العاطفي الذي ألقاه الرئيس السابق مبارك هدأ غالبية الشعب ووافق أن يستمر مبارك رئيسا للجمهورية حتي نهاية فترته الرئاسية .
لكن قامت النخبة السياسية بإفساد ذلك الهدوء بالتدبير والتنفيذ لموقعة الجمل بميدان التحرير بالقاهرة بعد الخطاب بساعات قليلة فإستشعر الشعب أنه لو استكان لكانت هذه نهايته فكانت هناك أزمة ثقه و أيقن الشعب أن من يصنع نصف ثوره كمن يحفر قبره بيديه.
20- وكانت هناك ضغوط خارجية وداخلية ولم يكن هناك فرار من تنحي الرئيس السابق مبارك عن رئاسته للجمهورية يوم 11 فبراير 2011 لتهدئة الأوضاع التي قد تتطور إلي أكثر من هذا .
ويأتي هنا التساؤل الذي يطرح نفسه ليبحث عن إجابه:
من المدبر لثورة 25 يناير؟
هل الشعب الذي كان له مطلب الإصلاح فقط؟
أم النخبة السياسية التي تجاهلت السماع للمطالب والسخريه منها و استعمال القوه المفرطه مع المتظاهرين وفعلت كل ما في وسعها لعدم تهدئة الوضع ؟
الإجابة لكم
تحياتى