حوار مع الحمار
طلبت من حمارنا العزيز اجراء حوار معه لكن المرفوس كان دائم الرفض وبعد الحاح منى وافق ابن المركوب فكان هذا الحوار
س : لماذا كنت ترفض الدخول في حوار معي؟
الحمار: لا حوار مع الإنسان.
س: ماالفرق بين الإنسان والحمير؟
الحمار: شكرا... هذا سؤال مهم: فمجتمعنا نحن بنو الحمير مجتمع راقي، واعي، حر، نعبر بنهيقنا كيفما ووقت ما نشاء ، أما انتم معشر الإنسان لا زلتم في عصور أوهام الديمقراطية و العولمة و الكذب و النفاق العالمي الذي كان سببا لنا نحن بنو الحمير إلى الانقراض.
س: يصفكم المجتمع الإنساني بأنكم محور للشر وإتلاف المحاصيل، وأنكر الأصوات كما أنكم متخلفون يضرب بكم المثل في الجهل و الغباء؟
الحمار: صاح بانفعال نعم لدينا أنكر الأصوات، لكن لا نبيع"أصواتنا" في الانتخابات، نعم نحن جهلاء، لكن أرأيت حمارا يطارد أخاه في أفغانستان أو جحش يقتل آخر في فلسطين آو العراق ، فنحن لسنا محور شر بل ان الإنسان هو الشر بنفسه.
س: من أنت وماذا تريد؟
الحمار: أنا حمار من زمن حمورابي
س: حدثنى عن نفسك؟
الحمار: أنّا حمارٌ أفوقَ أقرانى نباهةً وحكمةْ ، وخصّنى اللهُ بنعمةٍ، فقد وهبنى اللهُ فصاحةً في اللسانْ ، وسحراً من البيانْ ، وذكاءً لا يخفى عن العيانْ ؛ فحصدَت العجَبَ والإبهارْ!
س: سيدى الحمار بما لك من هذه الأوصاف حدثنى عن تجاربك الحياتية؟
الحمار: ذاتَ يومٍ ذهبت إلى صاحبهى أهزُّ ذيلى ، ووجهى طافحٌ بالبشرِ والحماسْ ، فقلت لصاحبى : سيّدي الكريم لقد سئمتُ المكوثَ في الحظائرِ مع الأنعامْ ، والرعيَ في الحقولِ كما ترعى الأغنامْ ، وإنّ من حقي أنْ أحققَ بعضَ الأحلامْ ، وأنتَ تعلمُ يا سيّدي أنّ اللهَ خصّني بنعمةِ العقلِ واللسان ومنحني جسماً من أقوى الأجسامْ ، وإنني أرغب يا سيّدي أن ألتحقَ بالعملِ لدى (أحد منظمات المجتمع المدنى او الحكومة) لأخدمَ وطني وأدافعَ عنهُ وأحافظَ على أمنهِ وإنّي بذلك أفخرْ، فسُرّ صاحبى، وقال : يا لكَ من حمارٍ وطنيّ مخلصٍ عجيبْ !
أكمل الحمار الحديث قائلاً : ولكنني أخافُ ألاّ يقبلَوا الحميرْ ، فأصبحُ بائساً حسيرْ !
ولكنّ صاحبى سارعَ بالقولِ : لا تخفْ ياعزيزي فديوانُ الحكومة ومنظمات المجتمع المدنى لا تخلوا من الحميرْ !
فذهبتُ لإنهاءِ إجراءاتِ القبول ! وتم تعييني برتبةٍ كبيرةٍ في أحدِ الأقاليمِ ، وبقيتُ فترةً لا يستهانُ بها فرِحاً بمنصبي الجديدْ ، فكنتُ أصدرُ الأوامرَ كما يفعل السيّدُ ويطيعونها كما يفعلُ العبيدْ ! ، إلا أنني بعد فترة وجيزة أحسستُ أنني أكادُ أنْ أفقدَ (حموريّتي) ، وأتحولُ إلى حجرٍ بلا مشاعر ، فتركتُ وظيفتى بلا رجعة !
وتمرّ الأيامُ وأنا أتنقلُ من وظيفة إلى آخرى ..
وتقلدتُ مناصبَ عدة ، في بيتِ مالِ المسلمين ، وديوانِ العمالِ ، وديوانِ الحجابةِ ، وديوانِ المظالمِ ….… الخ
وكنتُ في كلّ مرةٍ أتركُ العملَ لأسبابٍ يطولُ شرحها !
ثمَّ أشارَ عليّ أحدُ أصدقائي من بني البشرِ بأن ألتحقَ بديوانِ الحِسْبة ، ففكرتُ ملياً وقلبتُ الأمرَ على عدة أوجه ، فقررتُ أن أخوضَ هذه التجربة خاصّة وأن كثيراً من أبناء جلدتي يعملون في هذا الديوان !
فصرفوا لي مشلحاً، و(سواكاً) طوله ذراعْ ! ثمّ بدأتُ العملَ والنضالْ ، وبالطبع لم تنقطعِ الأموالْ
ولكنني اكتشفتُ أنّ ما يقومون بهِ يخالف ما نشأتُ عليهِ من مبادئ !
وأنّ طريقةَ تفكيرهمْ لا تتفقُ مع طريقةِ تفكيري ! فقررتُ الرحيلَ عنهم !!
وبعد أن اعتنقَت كثيراً من التياراتِ والأفكارِ المنتشرةِ في بلادِ بني البشر ، لم تعجبنى هذه التيارات ولم تستطعْ أن تغيّرَ ما تربيت عليهِ بالأمسْ ! فعانيت كثيراً وهمَت على وجهى في الصحراء وأنا أردّد :
الحمـدُ للهِ أننـا حميـرُ
طعامنا الأعلافُ والشعيرُ
وعيشةُ الحمارِ في الفـلاةِ
مبادئٌ ، أخوّةٌ ، وخيْرُ !
حياتنا يسودها التراحـمْ
تسودها الأخلاقُ والضميرُ
س: شكرا لك سيدى الحمار
الحمار شكرا لك ايضا وياريت تكون فهمت ماأعنى
طلبت من حمارنا العزيز اجراء حوار معه لكن المرفوس كان دائم الرفض وبعد الحاح منى وافق ابن المركوب فكان هذا الحوار
س : لماذا كنت ترفض الدخول في حوار معي؟
الحمار: لا حوار مع الإنسان.
س: ماالفرق بين الإنسان والحمير؟
الحمار: شكرا... هذا سؤال مهم: فمجتمعنا نحن بنو الحمير مجتمع راقي، واعي، حر، نعبر بنهيقنا كيفما ووقت ما نشاء ، أما انتم معشر الإنسان لا زلتم في عصور أوهام الديمقراطية و العولمة و الكذب و النفاق العالمي الذي كان سببا لنا نحن بنو الحمير إلى الانقراض.
س: يصفكم المجتمع الإنساني بأنكم محور للشر وإتلاف المحاصيل، وأنكر الأصوات كما أنكم متخلفون يضرب بكم المثل في الجهل و الغباء؟
الحمار: صاح بانفعال نعم لدينا أنكر الأصوات، لكن لا نبيع"أصواتنا" في الانتخابات، نعم نحن جهلاء، لكن أرأيت حمارا يطارد أخاه في أفغانستان أو جحش يقتل آخر في فلسطين آو العراق ، فنحن لسنا محور شر بل ان الإنسان هو الشر بنفسه.
س: من أنت وماذا تريد؟
الحمار: أنا حمار من زمن حمورابي
س: حدثنى عن نفسك؟
الحمار: أنّا حمارٌ أفوقَ أقرانى نباهةً وحكمةْ ، وخصّنى اللهُ بنعمةٍ، فقد وهبنى اللهُ فصاحةً في اللسانْ ، وسحراً من البيانْ ، وذكاءً لا يخفى عن العيانْ ؛ فحصدَت العجَبَ والإبهارْ!
س: سيدى الحمار بما لك من هذه الأوصاف حدثنى عن تجاربك الحياتية؟
الحمار: ذاتَ يومٍ ذهبت إلى صاحبهى أهزُّ ذيلى ، ووجهى طافحٌ بالبشرِ والحماسْ ، فقلت لصاحبى : سيّدي الكريم لقد سئمتُ المكوثَ في الحظائرِ مع الأنعامْ ، والرعيَ في الحقولِ كما ترعى الأغنامْ ، وإنّ من حقي أنْ أحققَ بعضَ الأحلامْ ، وأنتَ تعلمُ يا سيّدي أنّ اللهَ خصّني بنعمةِ العقلِ واللسان ومنحني جسماً من أقوى الأجسامْ ، وإنني أرغب يا سيّدي أن ألتحقَ بالعملِ لدى (أحد منظمات المجتمع المدنى او الحكومة) لأخدمَ وطني وأدافعَ عنهُ وأحافظَ على أمنهِ وإنّي بذلك أفخرْ، فسُرّ صاحبى، وقال : يا لكَ من حمارٍ وطنيّ مخلصٍ عجيبْ !
أكمل الحمار الحديث قائلاً : ولكنني أخافُ ألاّ يقبلَوا الحميرْ ، فأصبحُ بائساً حسيرْ !
ولكنّ صاحبى سارعَ بالقولِ : لا تخفْ ياعزيزي فديوانُ الحكومة ومنظمات المجتمع المدنى لا تخلوا من الحميرْ !
فذهبتُ لإنهاءِ إجراءاتِ القبول ! وتم تعييني برتبةٍ كبيرةٍ في أحدِ الأقاليمِ ، وبقيتُ فترةً لا يستهانُ بها فرِحاً بمنصبي الجديدْ ، فكنتُ أصدرُ الأوامرَ كما يفعل السيّدُ ويطيعونها كما يفعلُ العبيدْ ! ، إلا أنني بعد فترة وجيزة أحسستُ أنني أكادُ أنْ أفقدَ (حموريّتي) ، وأتحولُ إلى حجرٍ بلا مشاعر ، فتركتُ وظيفتى بلا رجعة !
وتمرّ الأيامُ وأنا أتنقلُ من وظيفة إلى آخرى ..
وتقلدتُ مناصبَ عدة ، في بيتِ مالِ المسلمين ، وديوانِ العمالِ ، وديوانِ الحجابةِ ، وديوانِ المظالمِ ….… الخ
وكنتُ في كلّ مرةٍ أتركُ العملَ لأسبابٍ يطولُ شرحها !
ثمَّ أشارَ عليّ أحدُ أصدقائي من بني البشرِ بأن ألتحقَ بديوانِ الحِسْبة ، ففكرتُ ملياً وقلبتُ الأمرَ على عدة أوجه ، فقررتُ أن أخوضَ هذه التجربة خاصّة وأن كثيراً من أبناء جلدتي يعملون في هذا الديوان !
فصرفوا لي مشلحاً، و(سواكاً) طوله ذراعْ ! ثمّ بدأتُ العملَ والنضالْ ، وبالطبع لم تنقطعِ الأموالْ
ولكنني اكتشفتُ أنّ ما يقومون بهِ يخالف ما نشأتُ عليهِ من مبادئ !
وأنّ طريقةَ تفكيرهمْ لا تتفقُ مع طريقةِ تفكيري ! فقررتُ الرحيلَ عنهم !!
وبعد أن اعتنقَت كثيراً من التياراتِ والأفكارِ المنتشرةِ في بلادِ بني البشر ، لم تعجبنى هذه التيارات ولم تستطعْ أن تغيّرَ ما تربيت عليهِ بالأمسْ ! فعانيت كثيراً وهمَت على وجهى في الصحراء وأنا أردّد :
الحمـدُ للهِ أننـا حميـرُ
طعامنا الأعلافُ والشعيرُ
وعيشةُ الحمارِ في الفـلاةِ
مبادئٌ ، أخوّةٌ ، وخيْرُ !
حياتنا يسودها التراحـمْ
تسودها الأخلاقُ والضميرُ
س: شكرا لك سيدى الحمار
الحمار شكرا لك ايضا وياريت تكون فهمت ماأعنى